السلطات الإيرانية تنفي وقوع انفجارات غرب طهران

السلطات الإيرانية تنفي وقوع انفجارات غرب طهران

10 يوليو 2020
صورة تناقلها مغردون للانفجارات التي وقعت في طهران (تويتر)
+ الخط -


بعد سلسلة انفجارات وقعت أخيراً في منشآت إيرانية حساسة، تداولت شبكات التواصل الاجتماعي في إيران ووسائل إعلام إسرائيلية أنباء تشير إلى وقوع انفجارات غربي العاصمة الإيرانية طهران، فجر اليوم الجمعة، وقالت إنها أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة.
ونقلت وكالة أنباء التلفزيون الإيراني عن حسابات افتراضية أن دوي انفجارات قوية سمع في مدينتي القدس وغرمدره غربي طهران، من دون تحديد موقع هذه الانفجارات.


ونقل مغردون إسرائيليون أن الانفجارات وقعت في موقع تابع لـ"فيلق القدس" الإيراني. كذلك أشارت وسائل إعلام أخرى في المنطقة إلى أنها استهدفت مستودعات للأسلحة.


إلا أنّ السلطات المحلية في منطقة غرب طهران نفت وقوع انفجارات، إذ عزا المدير العام لشؤون الأمن في محافظة ألبرز، غربي طهران، مهدي مهرور، أصوات الانفجارات إلى عمليات حفر الأنفاق لإحداث خط سريع بين العاصمة ومدينة كرج.

وقال لوكالة "إرنا" الرسمية إن عمليات الحفر تتم على مرتفعات شرقي مدينة كرج مركز محافظة "ألبرز".
كذلك نفى النائب عن مدينتي شهريار والقدس في البرلمان، حسين حق وردي، كما قال لوكالة "إيسنا"، "وقوع أي انفجارات فجر اليوم في المنطقة"، مرجعاً سبب انقطاع التيار الكهربائي إلى عملية فنية لشركة الكهرباء.
وعلّق على ما راج على شبكات التواصل عن وقوع هذه الانفجارات قائلاً إنّ "دائرتي الانتخابية في منطقة القدس وشهريرا وملاد لم تشهد أي انفجارات".
وبعد نفي الانفجارات من الأساس أو إرجاعها إلى عمليات حفر في الأنفاق، نقلت مواقع إيرانية عدّة عن بلدية غرمدره أنّ الانفجار وقع في معمل لأسطوانات الغاز، معلنةً السيطرة سريعاً على النيران من دون أن يخلف إصابات. 


والثلاثاء الماضي، أعلنت السلطات الإيرانية مقتل شخصين وإصابة 3 آخرين في انفجار أسطوانة الأوكسجين في منطقة باقر شهر، جنوب العاصمة طهران، وذلك بعد أسبوع من حادث آخر في مركز طبي بالعاصمة طهران، قتل على إثره 19 إيرانياً وأصيب 9 آخرون بجروح. وعزا رئيس مجلس بلدية طهران، محسن هاشمي، سبب وقوع الحريق في مركز "سينا أطهر" الطبي إلى "عطل فني في منظومة الكهرباء في مكان وجود أسطوانات الأوكسجين"، ما أدى إلى انفجار الأسطوانات، إلا أن حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي اعتبرت أن الحادث غامض، مشيرة إلى أن المركز يحتوي على قسم للطب النووي، وسط حديث عن انتشار مواد مشعة بعد الحادث، إلا أن نائب وزير الصحة الإيراني، إيرج حريرجي، نفى وجود مركز للطب النووي في المصحة. 
وتأتي الأنباء حول وقوع انفجارات غربي طهران، والتي وصفتها وكالة "فارس" المحافظة بأنها "إشاعات"، بعد سلسلة حوادث أمنية شهدتها، أخيراً، في مواقع حساسة إيرانية، وسط تقارير إعلامية، إسرائيلية وغربية، بأنها جاءت نتيجة هجمات خارجية.
ومن ضمن هذه الحوادث انفجارات ضخمة وقعت في منطقة بارجين العسكرية شرقي طهران، يوم السادس والعشرين من الشهر الماضي، قالت السلطات إنها وقعت بسبب انفجار خزان للغاز الصناعي، لكن وسائل إعلام غربية وإسرائيلية أفادت بأن الانفجار وقع في موقع إنتاج الصواريخ.

إلى ذلك، راجت الثلاثاء الماضي أنباء عن وقوع انفجار في موقع "الشهيد رضائي نجاد" النووي في محافظة يزد وسط إيران، إلا أن هيئة الطاقة الذرية الإيرانية نفت وقوع هذا الحادث في بيان، وفقاً للتلفزيون الإيراني. لكن الحادث الأهم الذي وقع، أخيراً، في إيران هو الانفجار الذي حدث يوم الثاني من الشهر الجاري في منشأة "نطنز" النووية، في أصفهان وسط البلاد، وهي أهم وأكبر مفاعل إيراني لتخصيب اليورانيوم.
وكان المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كيوان خسروي، قد كشف أن السلطات الإيرانية توصلت إلى سبب وقوع الحادث في منشأة "نطنز"، من دون الإعلان عن ذلك، ما زاد من الغموض بشأنه. ولا تستبعد السلطات الإيرانية وقوع "عملية تخريبية" في "نطنز"، إذ توعّد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، الثلاثاء الماضي، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن بلاده سترد "حتماً بشكل مناسب إذا توصلنا إلى نتيجة أن تدخلاً أجنبياً أدى إلى حادثة منشأة نظنز" النووية، فجر الخميس الماضي.

ومن المفارقات توقيت الانفجارات الغامضة الأخيرة في المواقع الحساسة الإيرانية، إذ تقع نهاية الأسبوع، وتحديدا فجر يومي الخميس والجمعة.
وتذكّر الأنباء عن انفجارات ضخمة غربي طهران، بانفجارات مماثلة وقعت في المنطقة قبل تسع سنوات، يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، قالت السلطات إنها كانت ناجمة عن انفجار في مستودع للأسلحة تابع للحرس الثوري الإيراني، في موقع بيدغنة، أطراف مدينة ملارد. وخلفت هذه الانفجارات نحو 17 قتيلاً بحسب الرواية الرسمية، كان من بينهم مؤسس البرنامج الصاروخي الإيراني أو من يعرف بـ"أبي الصواريخ الإيرانية"، العميد حسن طهراني مقدم.
وحينها، اعتبر الحرس أن الانفجارات التي أودت بحياة طهراني كانت "طبيعية"، نافيا أن تكون ناجمة عن "عملية تخريبية"، كما روجت لها وسائل إعلام إسرائيلية وغربية حينها، إلا أن مسلسل "غاندو" بثه التلفزيون الإيراني، الصيف الماضي، قدم رواية أخرى عن الحادث، مشيراً إلى أن أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية كانت تقف وراء الانفجارات بالتعاون مع منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة.
وفي أحد مقاطع المسلسل، يقول ضابط أمني "في انفجار بيدغنة كنا نتصور أن الانفجار كان حادثاً طبيعياً، لكن بعد عامين، أظهرت وثائق ويكيليكس أن عميلاً يدعى رحمت والي كان قد دخل الموقع على أنه موظف. هذه العملية الإرهابية نفذت بأوامر من الأميركيين والموساد وبالتعاون مع زمرة مجاهدي خلق".
وتعليقاً على ما جاء في الفيلم، قال العميد إسماعيل كوثري، نائب قائد مقر "ثار الله" التابع للحرس الثوري في طهران، وفقاً لما أورده موقع "خبرأونلاين"، إنه "ربما آنذاك لم يكون واضحاً سبب الحادث، لكن مع مرور الوقت استكملت الأنباء والمعلومات حول الانفجار وتوصلوا إلى هذه النتيجة. لكن لا يمكنني التصريح بهذا الشأن بشكل دقيق". 

دلالات

المساهمون