الداما... كل الأرض ملعبٌ للكردي

الداما... كل الأرض ملعبٌ للكردي

كركوك

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
11 مايو 2018
+ الخط -
يتسلى كبار السن من الأكراد لساعات طويلة بلعبة الداما التي يقارنونها بلعبة الشطرنج. في كركوك، أو إربيل، حين تمرّ في شارع ما، ترى كبار السنّ يتحلّقون حول هذه اللعبة، مفترشين الأرصفة والطرقات.
يقول أزاد محمد (50 عاماً ) في حديث إلى "العربي الجديد" إن "الداما لعبة قديمة من الموروث الشعبي الكردي. كان أجدادنا يلعبونها في جبال كردستان، واشتهر فيها أكراد إربيل من حيث المهارة أكثر من أهل دهوك والسليمانية". يوضح: "لا تعتمد هذه اللعبة على مكان بحد ذاته، بل نلعبها في أي مكان في الشارع على الأرصفة أو في الحدائق وأثناء جلسات السمر؛ وهي اللعبة الأكثر انتشاراً في مجتمعنا الكردي". يتابع: "تعتمد الداما على التفكير كما في الشطرنج، ولكنها تختلف من حيث الأسلوب". حول اللعبة وتاريخها، يقول محمد: "ظهرت الداما، غالباً، في أوائل عام 1100، في جنوب فرنسا، وبعدها انتشرت اللعبة في جميع أنحاء العالم من خلال الاحتلال الذي غزا الشرق الأوسط؛ أي يمكننا القول إنها جاءت لمجتمعنا إبّان الحكم العثماني".
لكن يبدو، عند البحث، أن الداما وُلدت قبل عام 1100 بكثير. فعلياً ظهرت اللعبة في أفريقيا، وكانت تُلعب من دون قوانين محدّدة. كانوا يرسمون خطوطاً في الرمال، ويأتون بالحجارة أو الأصداف، ويحرّكون الحجارة كيفما اتفق. قبل قرابة 2000 عام من الميلاد، وُضعت قوانين اللعبة في أفريقيا، وبات تحريك حجر إلى الخلف ممنوعاً، إلا إذا كان هذا الحجر قد وصل خط النهاية. إلى جانب ذلك، لعب الفراعنة أيضاً هذه اللعبة. وعبر الأسفار التجارية والترحال من مصر وأفريقيا عموماً إلى أوروبا، عرفها اليونانيون، وأطلقوا عليها اسم "لعبة الخطوط الخمس". كان هذا في القرن الخامس قبل الميلاد. لاحقاً، انتقلت اللعبة إلى الرومان، وهناك أُطلق عليها اسم "اثنتي عشرة قطعة".
من جهته، يشرح محمد كريم، في حديث إلى "العربي الجديد"، تفاصيل الداما، قائلاً: "لا نتقيد بهذه اللعبة من حيث الأدوات؛ فيمكننا رسمها على الأرض او على أي قطعة ورقية كانت أو خشبية، ونقوم بتقسيمها إلى وحدات مربعة تتكوّن من 64 مربعاً؛ أي أن رسمها يتألّف من ثماني وحدات طولاً، ويقابلها، بطبيعة الحال، ثماني وحدات عرضاً. بعدها، نضع ست عشرة قطعة حصى لكل لاعب على شكل صفين متتاليين، في كل صف ثماني قطع. فعلياً، فإن طاولة هذه اللعبة هي نفسها طاولة الشطرنج، ويلعبها اثنان كذلك". يضيف كريم: "وهناك تنقلات كما في الشطرنج؛ إذ يتنقل الفيل والحصان ويطيحان بما قابلهما، وحين يصل حجر إلى النهاية يكون هو الداما".
ولعلّ الداما خرجت من نطاق كونها لعبةً وحسب، بل أصبحت محلّاً للتندّر وإلقاء الطرائف والإسقاطات السياسية على الوضع في العراق عموماً. في هذا السياق، يقول كريم: "في فترة الحكم العثماني، كانوا يُطلقون على من يفوز تسمية الإقطاعي؛ أي هو المالك لكل شيء والناس تخدمه. أما اليوم، فنطلق على من يفوز بالداما تسمية البرلماني؛ لأن هذا الأخير، في أيامنا هذه، كما الملوك والإقطاعيون سابقاً... يحصل على كل شيء. هو الداما شخصياً".

دلالات

ذات صلة

الصورة
سياسة/القوات التركية/(أوزكان بيلجين/الأناضول)

سياسة

قال مسؤول عراقي كردي بمحافظة دهوك، شمالي العراق، إن القصف التركي تجدد ظهر الاثنين على قرى ومناطق ضمن بلدة دينارته، فضلاً عن تسجيل قصف على مناطق في برزان وسيكان وسوران على الحدود مع تركيا، واستهدف مواقع مفترضة لحزب "العمال الكردستاني".
الصورة
سورية/روسيا/فرانس برس

أخبار

وصل نحو 300 عنصر من الشرطة العسكرية الروسية إلى سورية، في إطار التفاهم الأخير بين تركيا وروسيا بشأن إبعاد الإرهابيين عن الشريط الحدودي.
الصورة
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (الأناضول)

أخبار

تنفيذاً للاتفاق التركي - الروسي، الذي أُبرم أمس الثلاثاء، عقب قمة بين الرئيسين رجب طيب أردوغان، وفلاديمير بوتين، في سوتشي، ذكرت وسائل إعلام روسية، أنّ قوات من الشرطة العسكرية الروسية بدأت الدخول إلى عين العرب.
الصورة
أردوغان-سياسة-مراد كولا/الأناضول

أخبار

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، أنه سيتم استئناف العملية العسكرية التركية بحزم أكبر، إذا لم تلتزم الولايات المتحدة بالوعود التي قطعتها لتركيا.

المساهمون