الحكومة اللبنانية الجديدة: السخرية أولاً

الحكومة اللبنانية الجديدة: السخرية أولاً

06 فبراير 2019
خلال التسلم والتسليم بين المشنوق والحسن (حسين بيضون)
+ الخط -
بعد تسعة أشهر، وُلدت الحكومة اللبنانية. لكنّ تصوير السياسيين اللبنانيين للأمر وكأنّه إنجاز، تسبّب في سخريةٍ واسعة من المواطنين تجاه حكومتهم التي لم تحصل على ثقة البرلمان بعد. هكذا، وخلال 5 أيام فقط، سخر اللبنانيون من الوزراء - القديمين منهم والجدد. 

شتلة وزارة البيئة

قبل إعلان الحكومة الجديدة بساعات، انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان تُظهر النبتة في زاوية مكتب وزير البيئة، تُظهر ذبلانها وموتها في أقلّ من سنة. وسخر اللبنانيون الذين يعانون من مشاكل بيئية بينها آثار أزمة النفايات والكسارات والمحارق وغيرها، من الموضوع.

مع تعيين الوزير الجديد، فادي جريصاتي، نشر صورةً لمراسم التسلّم والتسليم، مرفقة بعبارة "أولى الإنجازات... غيرنا الشتلة". أثار حسّ الفكاهة في التغريدة إعجاب اللبنانيين، والذين أعادوا نشر التغريدة بكثافة، بالإضافة إلى تغريدهم على وسم "#غيرنا_الشتلة".



وزير الاتصالات في مكتبه

في أولى تدويناته الوزارية، نشر وزير الاتصالات، محمد شقير، صورتين له مع عبارة "وزير الاتصالات محمد شقير في مكتبه في الوزارة". ربط المسؤولون عن متابعة حسابات وسائل التواصل لشقير حساب "فيسبوك" بحساب "تويتر"، وهو خطأ أمني فادح. لكنّ الربط، يُرسل الكلام فقط، لا الصور، من تطبيق إلى آخر. فنُشرت تغريدة على حساب شقير تقول إنّه في الوزارة، من دون مبرّر. 

هنا، انتشرت حملة سخرية لبنانية عفوية، إذ كتب اللبنانيون عن أماكن تواجدهم وما يفعلونه حالياً، طالبين من الوزير تغيير المسؤول عن السوشال ميديا في مكتبه، أو التثقّف بالحدّ الأدنى عن طبيعة عمل تلك الحسابات، كونه وزير اتصالات، والخطأ بألف.



وزير الداخلية والحواجز الإسمنتية
تتنوّع أسباب السخرية والجدل كردّ فعلٍ على ما يقوم به الوزير (السابق) نهاد المشنوق. من صراخه على أحد المواطنين ليقول له "مش عارف حالك مع مين عم تحكي؟"، وصولاً إلى دعوته اللبنانيين للزواج المدني في قبرص، وتنسيقه مع "حزب الله"، وصولاً إلى رفعه الحواجز الإسمنتية أمام مقرّ وزارة الداخلية في منطقة الصنائع في بيروت.

تسبّبت الحواجز الإسمنتية بزحمة سيرٍ واسعة طوال تلك المدّة، وهي التي تذرّع المشنوق بتهديداتٍ أمنية كي تُشيّد. مع استبدال المشنوق بالوزيرة ريا الحسن في الحكومة الجديدة، وهي أول وزيرة داخليّة عربية، رُفعت الحواجز الإسمنتية من مكانها.

سارع اللبنانيون لشكر الحسن على الخطوة بعدما تناقلت وسائل الإعلام اللبنانية الخبر. إلا أنّ المشنوق أصدر بياناً ليؤكّد أنّه "صاحب الطلب". هنا، ازدادت السخرية، إذ تساءل اللبنانيون عن الخطر الأمني السابق، وانتفائه مع مغادرة المشنوق للوزارة.






عنصرية جبران باسيل... مكانك راوح
بدأ وزير الخارجية جبران باسيل "عهده الجديد" بعنصريةٍ أخرى ضدّ السوريين. إذ قال باسيل "مليون ونصف نازح سوري أي 200/كلم2 أرهقوا لبنان مادياً بخسائر وصلت الى 40% من ناتجه القومي، وهم يهددون وجوده بتمزيق نسيجه الاجتماعي". 

لا جديد في هذه الحالة، فقد اعتاد اللبنانيون تصريحات وزير خارجيّتهم الباقي في منصبه من حكومة إلى أخرى، مستجدياً أموالاً بسبب تواجد اللاجئين السوريين في لبنان، وملقياً عليهم باللائمة في كُل قضية.






"تأهيل" المرأة
أثار اسم وزارة الدولة لشؤون المرأة والشباب، والذي كان "وزارة دولة لشؤون التأهيل الاجتماعي والاقتصادي للشباب والمرأة" غضباً واسعاً بين اللبنانيات واللبنانيين الذين أشاروا إلى أنّ المرأة لا تحتاج إلى تأهيل، وأنّها أصلاً مؤهلة لكنّ الذكورية المتأصّلة في النظام اللبناني تعيق وصولها إلى مراكز القرار والسلطة.
وبعد حملةٍ واسعة طالبت بتغيير الاسم، أصبح اسم الوزارة "وزارة الدولة للتمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة والشباب" والتي تحمل حقيبتها فيوليت الصفدي. 
يُذكر أنّ الحكومة السابقة تضمّنت وزارة للمرأة، ترأسها رجل.






المساهمون