البائس أولمرت

البائس أولمرت

30 يونيو 2017
+ الخط -
قد لا يعرف بعضهم أنّ القضية التي دين فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، وسجن بسببها أخيرا حدثت خلال فترة ترأسه بلدية القدس في عام 1993، وظلّ على رأس منصبه هذا عشر سنوات، عُيّن بعدها نائبا لرئيس الحكومة ووزيرا للتجارة والصناعة ثم وزيرا للمالية، قبل أن يتسلّم رئاسة الحكومة الإسرائيلية في 2006 وحتى نهاية فترته في العام 2009.
ولم تشتهر قضايا الفساد ضده إلا قبل ثلاث سنوات، وبالتحديد في مايو/ أيار 2014 عندما قضت محكمة إسرائيلية بسجنه 6 سنوات بتهمة الرشوة، إلا أنّ المحكمة العليا لم تصادق على إدانته إلا في 2015 بعد أن خفضت الحكم ضده إلى 18 شهرا، ليدخل السجن في 2016 بعد أن تمت تبرئته جزئيا من تهم تلقي رشاوي للموافقة على بناء مشروع هولي لاند السكني على أرض مخالفة، في مدينة القدس المحتلة.
ثم الآن يظهروه لنا بهذه الصورة المأساوية البائسة في سجنه ليُجمّلوا بها الوجه الإسرائيلي القبيح ومؤسسات القضاء التابعة له، والذي تطلبت منها قضية رشوة واضحة وبسيطة قرابة 15عاماً لتفصل فيها، تاركةً المجرم المفترض يترقى في عمله ومناصبه ويمارس مهامه ومسؤولياته السياسية بكل حرية وتوقير طوال كل هذه السنين. فهل يستحق قضاء بكل هذه السذاجة ودولة تحمي المفسدين وتُداري عنهم طوال فترة حكمهم، كل هذه الإشادة والتوقير الذي نسمعه اليوم، وكأن إسرائيل التي انتهكت كلّ الحقوق والأعراف الدولية صارت بين عشية وضحاها مثالاً للأخلاق والعدالة ومقارعة الفساد في العالم؟
يجب أن نفهم، تحن المسلمين والعرب، أنّ الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرض فلسطين هو أكبر انتهاك للأخلاق والقيم والمبادئ، وأنّ كل ما يصدر عن قادة هذا الاحتلال الغير أخلاقي من مواقف وتوجهات حتى لو كانت في ظاهرها تحمل قدراً من القيم والأخلاق، إلا أنّها في النهاية تخدم هذا الاحتلال الظالم وتزين وجهه البشع، ولن يتأخر قادته للقيام بأي شيء واقتراف كل شيء لخدمته وخدمة مشروعهم الغاصب .
قليل من العقل والتروي، يا معاشر الصحفيين والكتاب، فليس كل ما ينشر بريء المقصد، وارفقوا بأنفسكم وبلدانكم قليلا فليس كل ما يصدر عن هذه الدول ووسائل إعلامها حقيقة تستحق النشر والترويج !؟
وتأكدوا أنّ شخصاً مثل أولمرت قضى جلّ عمره في خدمة دولته اللقيطة وتثبيت أركانها لن تضيره بضعة أشهر سجن يختتم بها عمره الحافل بالفساد والإفساد وإشعال الحروب، لترويج دولة إسرائيل وديمقراطيتها المزعومة، وتحسين جزء من قبحها الذي انكشف، حتى لو قضى فترة سجنه في الاستجمام والراحة وكتابة المذكرات.
A7CF98CD-4DDE-484D-A151-C749F815246E
A7CF98CD-4DDE-484D-A151-C749F815246E
محمد حسين الرخمي (اليمن)
محمد حسين الرخمي (اليمن)