اليمن والأمم المتحدة

اليمن والأمم المتحدة

02 مايو 2017
+ الخط -
قبل أقل من شهر، اتهم التحالف العربي الأمم المتحدة صراحة بالتلاعب بمخصّصات الإغاثة التي قدّمتها دول التحالف لليمن، وقال المتحدث باسمها اللواء أحمد العسيري، موجهاً حديثه للمسؤولين في الأمم المتحدة: منحناكم مليار وسبعمائة مليون دولار لدعم الإغاثة في اليمن، فأين ذهبت؟
وعلى الرغم من خطورة مثل اتهام كهذا على مصداقية المؤسسة الدولية وطعنه في نزاهتها وشفافيتها، إلا أنّ الأمم المتحدة لم ترد أو تعلّق عليه، بل توّجهت، وبكلّ بجاحة، إلى جنيف، لترعى فيها مؤتمراً دولياً لجمع مزيد من التبرعات والمساعدات باسم اليمن، فتحصد خلال ساعات قرابة 1.1 مليار دولار.
وإذا خصمنا الكسور من المبلغين، عمولة مسموح بها للمنظمة الإنسانية عن طيب خاطر، واكتفينا بالتساؤل عن مصير ملياري دولار، لم يشعر المواطن اليمني بهما، ولم يلمس لهما أثر على واقعه المُعاش الذي ينهار يوما بعد يوم، فسنخرج بنتيجة مفجعة أنّ هذه المنظمة قد فاقت عتاولة الفساد من الزعماء والحكام الذين ابتليت بهم شعوبنا خلال عقود من الزمن.
في اليمن، حيث الحديث عن خط الفقر وانبطاح المواطن فوقه أو تحته، أصبح نوعاً من الترف الغير مقبول، وصار لزاما على أساتذة الاقتصاد وعلماء الاجتماع أن يبحثوا لهم عن مؤشرات ومعايير أخرى للقياس، تفي بوصف الحال ومقاربته لفهم طلابهم. تخيّلوا أنّ ملياري دولار، قرابة 700 مليار يمني، ضخت كمساعدات إلى عدد من المناطق اليمنية خلال الأشهر القليلة الماضية، ورغم ذلك لا يزال المواطن فيها بلا كهرباء ولا غذاء ولا مياه صالحة للشرب ولا تعليم ولا دواء ولا مرتبات.. ثم يقف الأمين العام ليحدث الحاضرين في جنيف والحزن يكسو ملامحه، قائلاً: خمسون طفلا في اليمن سيموتون خلال انعقاد مؤتمرنا اليوم، دون أن يسأل نفسه: والمليار السابق (بعد خصم عمولته طبعاً) لما لم يسهم في إنقاذ حياة أحد هؤلاء الأطفال يا عم أنطونيو؟
في إحدى ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍلأميركية، سرق لص ﻛﺎﻣﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺭﺓ، ﻟﻜﻨّﻪ ﺃﻋﺎﺩﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺮﻑ ﺃﻥّ ﺻﺎﺣﺒﺘﻬﺎ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎﻥ، ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺄﺧﺬ ﺻﻮﺭ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﺎﻣﻴﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺬﻛرها أطفالها ﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎﺗﻬﺎ. رجاء أنطونيو، أعد الكاميرا إلى مكانها.
A7CF98CD-4DDE-484D-A151-C749F815246E
A7CF98CD-4DDE-484D-A151-C749F815246E
محمد حسين الرخمي (اليمن)
محمد حسين الرخمي (اليمن)