إنقاذ قرية شالي الأثرية من الإهمال

إنقاذ قرية شالي الأثرية من الإهمال

29 ابريل 2018
قرية شالي (Getty)
+ الخط -
بعد عقود طويلة من الإهمال؛ اعتمدت وزارة الآثار المصرية مشروعاً جديداً لتوثيق قرية شالي الأثرية وترميم مبانيها. وتمتاز شالي بموقعها المميز الفريد في واحة سيوة بالصحراء الغربية، ويعود تاريخ إنشائها للعصر الأيوبي، وتحديداً في حوالي سنة 600هـ/1203م، إذ اتّفق مجموعة من الأهالي على إنشاء قريتهم الجديدة بمواصفات حصينة على منحدر التل، كي تحميهم من غارات البدو التي أزعجتهم كثيراً آنذاك، ولذلك كان يطلق على القرية قلعة شالي. وتعني بلغتهم باب المدينة.

باب في حالات الحصار
أقام الأهالي سوراً عالياً حول قلعتهم أو قريتهم، له باب واحد للتحكم في عملية التصحين، بعدها بقرن كامل، قرروا فتح باب ثانٍ، ولم يكن يُعرَف مكان الباب الجديد إلا أهل سيوة، فكانوا يستخدمونه سراً للخروج أو الدخول‏ في حالة حصار المدينة، ثم افتتحوا باباً ثالثاً في فترة لاحقة من أجل خروج النساء اللواتي كن يخرجن في أضيق الحدود وفقاً للتقاليد السيوية المحافظة. ولم يبدأ الأهالي في الاطمئنان خارج القرية وبناء منازلهم خارج السور إلا بعد أن فتح محمد علي سيوة، وفرض حمايته عليها سنة 1826م.

صناعة من المواد الطبيعيّة
وفقاً للمسؤولين الأثريين، فإنّ القرية تضمُّ مباني أثرية استخدم القدماء في إنشائها المواد الطبيعية، فقد استخدموا حجر الكرشيف الطيني المستخرج من الأرض المشبعة بالملح‏؛ لأنه حين يجف يصبح شبيهاً بالإسمنت في صلابته. والعديد من البيوت الأثرية بالقرية لا يزال يسكنها الأهالي. وإن كان كثيرٌ من الأهالي هجروها إلى أماكن قريبة بعد سيول غزيرة فاجأتهم سنة 1926م، ودمرت كثيراً من منازلهم. كانت الشركة المنفذة لعملية الترميم قد حصلت على موافقة صريحة ببدء العمل في مشروع التوثيق والترميم باستخدام المدخلات البيئية الطبيعية نظراً لنوعية المنازل الموجودة بها، حيث تتم الأعمال تحت إشراف كامل من قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية وزارة الآثار.
ترميم مسجد "العتيق"
وقال محمد متولي، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في الإسكندرية والساحل الشمالي، إن المستهدف من المشروع هو ترميم الآلاف من منازل القرية، وأن الوزارة انتهت عام 2015 من ترميم وتوثيق وتطوير مسجدين بالقرية؛ أولهما "العتيق" الذي يقع في الجهة الشمالية من السور، وهو أقدم مسجد في محافظة مطروح، ويمتاز بمئذنته المبنية على طراز الصوامع التي اشتهرت به مآذن المغرب والأندلس، والثاني مسجد "تطندى". وأشار متولي إلى أنه من المقرر عمل برنامج سياحي للزائرين فور الانتهاء من المشروع. ويرجّح أثريون أن تاريخ شالي أكثر عمقاُ في التاريخ من زمن إنشاء القرية الحصينة، باعتبارها تعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد، حيث تحتوي على معبد آمون الذي أنشأه المصريون القدماء. والذي جاء إليه الإسكندر الأكبر فور دخوله مصر، ويطلق عليه أيضاً معبد الوحي أو معبد التنبؤات.

المساهمون