إقالة مذيعة روسية تضامنت مع تظاهرات خاباروفسك المعارضة

إقالة مذيعة روسية تضامنت مع تظاهرات خاباروفسك المعارضة

06 اغسطس 2020
ذكرت نوفيكوفا أنها اضطرت إلى تقديم استقالتها "طوعياً" (فيسبوك)
+ الخط -

كشفت مقدمة نشرات الأخبار في التلفزيون الروسي في مقاطعة كامتشاتكا، ألكسندرا نوفيكوفا، أنها أجبرت على تقديم استقالتها من المحطة بعد تنظيمها تظاهرة تضامنية مع المحتجين في خباروفسك ضد السلطات المركزية الروسية، على خلفية اعتقال حاكم الولاية سيرغي فورغال.

وذكرت نوفيكوفا أنها اضطرت إلى تقديم استقالتها "طوعياً"، بعد يوم من تنظيمها تظاهرة داعمة لخباروفسك في مدينة بيتروبافلوفسك كامتشاتكا، "احتراماً للاتفاق" مع مديرها الذي قال لها "حين يصبح من الصعب الدفاع عنك يجب أن تتقدمي باستقالتك"، وأكدت أنها "وفّت بوعدها"، واستقالت.

ونشرت الصحافية في صفحتها على "إنستغرام" مقطع فيديو وهي تودع زملاءها في القناة التلفزيونية الحكومية، وبدا أنها تغالب دموعها عند مغادرة المكان الذي عملت فيه طويلاً. وحظي الفيديو بمتابعات كثيرة، وأعرب كثير من متابعيها عن تضامنهم معها. وشدد بعضهم على أنه كان يجب على مديرها الدفاع عنها.

ولم تكشف نوفوكيفا عن مخططاتها المستقبلية وفيما إذا كانت ستواصل العمل في الصحافة أم ستنتقل إلى السياسة، وقالت "أولاً سأذهب إلى البحر، وبعدها ستتضح الرؤية".

الصحافية المعروفة بمواقفها السياسية المعارضة في أكثر من قضية اشتهرت على نحو واسع في روسيا في بداية فبراير/شباط من العام الحالي، بعد عرض مقطع فيديو لنشرة أخبار، وظهرت فيه وهي تضحك بصوت مرتفع أثناء قراءة خبر عن قرار رفع المساعدات الاجتماعية للمتقاعدين والفقراء في مقاطعة كامتشاتكا، الواقعة أقصى شرق البلاد، بنحو 3 في المائة، ولم تستطع نوفوكوفيا ضبط نفسها حين وصلت إلى بند تخصيص 1213 روبلاً ( أقل من 2 دولار) لدعم المتقاعدين من أجل حجز فنادق أو منتجعات سياحية وعلاجية، وأقل من 400 روبل ( 5.5 دولارات) لشراء تذاكر سفر على الخطوط الدولية أو الداخلية للوصول إلى المنتجعات والعودة، علماً أن مستوى حياة مواطني أقصى شرق روسيا الغنية بالنفط والأخشاب أقل من مناطق كثيرة في روسيا، ويعانون من ارتفاع ثمن تذاكر السفر إلى المناطق الروسية الأخرى.  

ولم تبث نشرة الأخبار حينها على الهواء مباشرة، لكن سُرب مقطع الفيديو إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وحصل على أكثر من مليون مشاهدة بعد ساعات من تنزيله على موقع "يوتيوب". وبعد انتشار الفيديو أكد مدير فرع كاتشاتكا في التلفزيون الحكومي الروسي، أليكسي كوستيليف، في تصريحات صحافية أن  "المحطة ستحدد المذنبين (عن تسريب مقطع الفيديو) وتعاقبهم".

 وحينها قال مصدر في التلفزيون الحكومي في تصريحات لإذاعة "موسكفا غوفاريت" إن "نوفوكوفيا لن تكون الوحيدة التي ستطرد من عملها بل كل الفريق"، مشدداً على أنه "إضافة إلى الطرد، ستُغلق جميع الأبواب... لن يستطيعوا الحصول على عمل... وكان لنا تجارب سابقة مماثلة حين تركناهم من دون أي خيار".

وفي حين استطاع المدير التغطية على "الفضيحة" من دون التضحية بمقدمة النشرات الإخبارية، يبدو أن نشاطها السياسي وآراءها المعارضة للسلطة كانت السبب في إقالتها من العمل. ففي ربيع العام الحالي أعلنت نوفيكوفيا أنها تعارض التعديلات الدستورية التي تمنح الرئيس فلاديمير بوتين حق البقاء في الحكم حتى 2036، وكتبت عبر "إنستغرام"  أنها لن تذهب للتصويت للمرة الأولى في حياتها، لأن الاستفتاء غير شرعي، مشددة على رفضها  التصويت على تعديلات غير قانونية لأسباب تتعلق بالمبادئ والأخلاق، كما رفضت المشاركة في تنظيم الاستفتاء رغم أنها عضو في لجنة الانتخابات في المقاطعة منذ عشر سنين.

والشهر الماضي، مع انطلاق الاحتجاجات على إقالة حاكم مقاطعة خباروفسك المجاورة لكامتشاتكا، نظمت الصحافية تجمعاً ضم العشرات، احتجاجاً على إقالة فورغال في مدينة بتروبافلوفسك كمشاتكا. وأشارت نوفيكوفا إلى أن تنظيم التجمع كان "القطرة الأخيرة" التي تسببت في خروجها من عملها.

اللافت أن الصحافية لم تخف يوميا أن قناعاتها لا تتطابق بالضرورة مع آراء المحطة العاملة فيها، وهو ما أكدته في صفحتها على "إنستغرام"، ما تسبب في مشكلات كثيرة مع الإدارة والسلطات المحلية.

المساهمون