إعلاميو "الجزيرة" يناشدون العالم اتخاذ موقف حازم لحماية الصحافيين

إعلاميو "الجزيرة" يناشدون العالم اتخاذ موقف حازم لحماية الصحافيين

02 يوليو 2019
تزداد التهديدات بالعنف ضد الجزيرة (كريم جعفر/فرانس برس)
+ الخط -

نشرت شبكة "الجزيرة" الإعلامية، إعلاناً موقعاً باسم صحافييها وعائلاتهم، دعت فيه "داعمي الصحافة الحرة في العالم" لاتخاذ موقف حازم لحماية الصحافيين، مؤكدةً أنها تأخذ التهديدات الأخيرة بقصف مقر "الجزيرة" في الدوحة على محمل الجدّ.

وذكر الإعلان، الذي نُشر في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أن التهديدات المتزايدة ضد الشبكة وصحافييها في الآونة الأخيرة تبعث على القلق، نظراً إلى سجل تلك الجهات المحرّضة والمهددة. 

وقال الإعلان: "نكتب اليوم كصحافيين كبار في شبكة الجزيرة الإعلامية، وهي منظمة إخبارية دولية مستقلة. نكتب لتنبيهكم إلى مأساة شبيهة: فلقد أصبحنا موضوع تهديد حقيقي بالموت. للأسف، ليست هذه هي المرة الأولى. في الأسبوع الماضي، استخدم صحافي سعودي رفيع المستوى له صلات وثيقة مع كبار صانعي القرار في المملكة، حسابه على تويتر للدعوة إلى قيام التحالف السعودي الإماراتي بغارة جوية على مقر الجزيرة، والذي ظل منذ أكثر من أربع سنوات يمطر الموت من السماء على آلاف عديدة من اليمنيين. وأعرب المدير السابق لقناة العربية خالد المطرفي عبر حسابه في موقع تويتر، عن أن مقر الجزيرة الرئيسي في الدوحة، كان "هدفاً مشروعاً ومنطقياً" للتحالف الذي يقصف اليمن. والعربية هي شبكة إعلامية تديرها السعودية بشكل رسمي".

وأضاف البيان: "قبل عامين، حذر عبد الرحمن الراشد مدير عام قناة العربية، من أنه إذا لم "تلوح دولة قطر بالعلم الأبيض" للحصار الذي تفرضه السعودية ضدها، فسوف يتعرض موظفو الجزيرة للذبح مثل المحتجين الألف المصريين الذين قتلوا في ميدان رابعة بالقاهرة في 2013".

وأشار إلى أنّ الوثائق الصادرة عن موقع ويكيليكس في 2011، كشفت "أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد كان قد حث الولايات المتحدة على قصف مقر الجزيرة أثناء الغزو الأميركي لأفغانستان، ودعا الولايات المتحدة في وقت لاحق إلى "كبح جماح الجزيرة"".

وأكد البيان أنّ "هذا النمط من السلوك يعتبر مقلقاً للغاية". وأضاف الصحافيون: "لو كانت السلطات السعودية قد أعربت عبر تويتر على نيتها قتل وتقطيع الصحافي السعودي المنشق وكاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي، لكان هذا التهديد يبدو بلا جدوى، وقليلون قد يأخذونه على محمل الجد. نحن الآن على دراية بالمدى الذي يرغب فيه صناع القرار في السعودية في إسكات الصحافة المستقلة".

وأشار الصحافيون إلى "فشل الحكومات في جميع أنحاء العالم، في فرض أي تبعات على أولئك الذين أمروا بقتل خاشقجي وتشويهه. لذا فإن الاقتراح بأن المعايير الدولية المتحضرة من شأنها كبح السعودية وشركائها في التحالف من تصعيد دراماتيكي لحربها على الصحافة التي تهاجم الجزيرة لا يطمئننا".

وأكّد إعلاميو الجزيرة أنّ ثمن التزامهم تجاه الشبكة وصحافتها ارتفع بثبات على مر السنين. وقالوا: "لقد رأينا زملاءنا في الميدان يسجنون ويُعذبون ويُقتلون على أيدي أنظمة وقوى معادية للتدقيق المستقل، الذي لا غنى عنه لأي مجتمع ديمقراطي. لقد رأينا غارات جوية تضرب مكاتبنا في كابل وبغداد وغزة. لقد رأينا أنظمة الخوف من الحقيقة تغلق عملياتنا في السعودية ومصر واليمن والسودان. إذا كان مقرنا الرئيسي منذ فترة طويلة يعد بمثابة ملجأ من مخاطر الصحافة في الخطوط الأمامية، فقد بدأ هذا يتغير منذ الحصار الذي فرضته الكتلة السعودية الإماراتية على قطر على أمل إجبار قطر على الامتثال لسياساتها الخارجية وإغلاق الجزيرة".

وأكد الصحافيون أنّ "الحصار والتهديدات المصاحبة له - بما في ذلك الغزو المخطط له لدولة قطر والذي يُفترض أن مسؤولين أميركيين قاموا بمنعه - فرضوا خسائر نفسية فادحة علينا نحن الذين نعمل هنا وعلى عائلاتنا"، مشيرين إلى أنّه "الآن، تزداد التهديدات بالعنف، ويجبرنا السجل المروّع لمن يحرضون على العنف ضد موظفي الجزيرة على أخذ هذه التهديدات على محمل الجد".

وناشد الصحافيون، من مقر شبكة مستهدفة للهجوم من جانب نفس القوى التي قتلت خاشقجي، "أن تتخذوا موقفاً وتطالبوا بوقف أعمال العنف ضد الصحافيين".