عباس يتّهم حماس بـ"توفير ذرائع" لإسرائيل لمهاجمة قطاع غزّة وفصله عن الضفة

16 مايو 2024
لافتة عليها صورة عباس معلقة في أحد شوارع العاصمة البحرينية، 15 مايو 2024 (مازن مهدي/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- محمود عباس يتهم حماس بتوفير ذرائع لإسرائيل لمهاجمة غزة، مشيرًا إلى أن أفعالها تخدم المخطط الإسرائيلي لفصل غزة عن الضفة الغربية وإضعاف السلطة الفلسطينية.
- عباس يطالب حماس بإنجاز صفقة تبادل الأسرى لحماية الشعب الفلسطيني من مزيد من الضحايا والمعاناة، مؤكدًا أن سياسات منظمة التحرير تمثل الشعب الفلسطيني.
- حماس تعبر عن أسفها لتصريحات عباس، مؤكدة أن الاحتلال لا يحتاج ذرائع لجرائمه وتشدد على أهمية عملية طوفان الأقصى والوحدة الوطنية، بينما تنعقد القمة العربية الـ33 لمناقشة القضية الفلسطينية.

اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اليوم الخميس، حركة حماس بـ"توفير ذرائع" لإسرائيل لمهاجمة قطاع غزّة الذي يشهد حرباً منذ سبعة أشهر. وقال عباس خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الثالثة والثلاثين في المنامة، إنّ "العملية العسكرية التي نفذتها حماس بقرار منفرد في ذلك اليوم، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وفّرت لإسرائيل المزيد من الذرائع والمبررات كي تهاجم قطاع غزة وتمعن فيه قتلاً وتدميراً وتهجيراً".

وأضاف عباس الذي يأتي كلامه غداة الذكرى السادسة والسبعين للنكبة الفلسطينية في عام 1948، أنه "قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كانت حكومة الاحتلال تعمل على تكريس فصل قطاع غزة عن الضفة حتى تمنع قيام دولة فلسطينية، وحتى تضعف السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية". وتابع: "لقد جاء موقف حماس الرافض لإنهاء الانقسام والعودة إلى مظلة الشرعية الدولية، ليصبّ في خدمة هذا المخطط الإسرائيلي".

وفي 14 فبراير/ شباط الماضي، طالب الرئيس الفلسطيني، حركة حماس بسرعة إنجاز صفقة تبادل الأسرى من أجل حماية الشعب الفلسطيني وإزالة العقبات كافة. وقال عباس، في تصريح صحافي: "إنه أمام الحرب الشاملة التي تُشَنّ على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، فإننا نطالب حركة حماس بسرعة إنجاز صفقة الأسرى، لتجنيب شعبنا الفلسطيني ويلات وقوع كارثة أخرى لا تُحمد عقباها، ولا تقلّ خطورة عن نكبة عام 1948، ولتجنّب هجوم الاحتلال على مدينة رفح، الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا والمعاناة والتشرد لأبناء شعبنا".

ومنذ بداية الحرب على غزة، أثارت تصريحات محمود عباس الكثير من الجدل في الأوساط الفلسطينية الداخلية، إذ اعتبر في حديث خلال اتصال هاتفي مع رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، بعد عملية "طوفان الأقصى"، أن سياسات وبرامج وقرارات منظمة التحرير الفلسطينية هي التي تمثل الشعب الفلسطيني بصفتها ممثله الشرعي والوحيد، مستثنياً حماس منها. وفي وقت لاحق، سحبت الوكالة الرسمية الفلسطينية تصريح عباس عن "حماس"، مشيرة إلى أنه شدد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني بشكل فوري وحمايتهم، والسماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة لقطاع غزة، وتوفير المستلزمات الطبية وإيصال المياه والكهرباء والوقود للمواطنين هناك.

حماس تأسف لتصريحات محمود عباس في القمة العربية

من جهتها، قالت حركة حماس إنها تعرب عن أسفها مما جاء في كلمة عباس أمام القمة العربية المنعقدة في المنامة، حول عملية طوفان الأقصى البطولية، ومسار المصالحة الداخلية. وأكدت الحركة على أن الاحتلال الإسرائيلي "الذي يُعْمِل في شعبنا الأعزل قتلاً وإرهاباً وتنكيلاً، منذ أكثر من ستة وسبعين عاماً، في غزة والضفة والقدس والداخل المحتل؛ لا ينتظر الذرائع لارتكاب جرائمه بحق شعبنا في جميع مراحل ومحطات النضال الوطني منذ العام 1948".

وأضاف البيان أن عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، شكلت الحلقة الأهم في نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الذي ينتهك حقوقه ومقدّساته، وينكِّل بأسراه، لتُعِيد وضع قضيتنا الفلسطينية من جديد، على رأس سلم الأولويات، وتُحَقِّق من المكاسب الاستراتيجية ما يسوء وجه هذا الكيان، ويقرّبنا أكثر من الحرية وتقرير المصير. وأوضح البيان أن حركة حماس أكّدت مراراً حرصها على إتمام الوحدة الوطنية، وتحلّت بالمرونة المطلوبة في كل المحطات، في سبيل تمتين جبهتنا الداخلية، وتوحيد الصف الوطني في مواجهة المخاطر التي تعصِف بالقضية الفلسطينية، وهو ما عبّرت عنه الحركة في اللقاءات الأخيرة التي جرت في موسكو وبكين. 

وانطلقت، اليوم الخميس، أعمال القمة العربية الـ33 في البحرين، بعد وصول وفود عربية عديدة إلى العاصمة البحرينية المنامة. وتناقش القمة قضايا وملفات عديدة، في مقدمِها القضية الفلسطينية في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزّة، ومن المقرر أيضاً أن تبحث القمة ملفات سورية ولبنان واليمن والسودان وغيرها.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن "التوافقات حول القضية الفلسطينية أكبر بكثير من الخلافات حول بعض الأمور السياسية المرتبطة برؤية كل دولة لأسلوب وطريقة الحل". وأضافت أنه اتُّفِق على "مواصلة الدعم العربي للقضية الفلسطينية، خصوصاً مع استمرار العدوان على قطاع غزة وسقوط آلاف الضحايا، ورفض الاحتلال الإسرائيلي الاستجابة لصوت المجتمع الدولي، وهو ما يتطلّب موقفاً عربياً قوياً موحداً".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون