إضراب معتقلي "العقرب" المصري احتجاجاً على وفاة عمرو أبو خليل

إضراب معتقلي "العقرب" المصري احتجاجاً على وفاة عمرو أبو خليل

07 سبتمبر 2020
ظروف صعبة يكابدها السجناء داخل السجون (Getty)
+ الخط -

أعلن معتقلو سجن العقرب المصري، اليوم الإثنين، السابع من سبتمبر/أيلول 2020، دخولهم في إضراب عن الطعام بعد مقتل الطبيب واستشاري علم النفس عمرو أبو خليل، أمس الأحد، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد في حقه.

وقال معتقلو سجن العقرب، في بيان نشره عدد من أهالي المعتقلين السياسيين وحقوقيون: "بعد قتل المعتقل الدكتور عمرو أبو خليل من قبل إدارة السجن، نعلن الدخول في إضراب مفتوح احتجاجا على مقتله يوم أمس قتلا عمدا؛ وذلك بتعنتهم معه ورفْض إخراجه إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب، رغم علمهم بحالته الصحية وسنه، فقد ازدادت عليه أعراض المرض منذ الصباح، وحاولنا إخراجه إلى المستشفى ولكن دون جدوى، الأمر الذي اضطررنا معه للامتناع عن استلام الطعام لحين إخراجه إلى المستشفى لتلقي العلاج، إلا أن الإدارة لم تستجب حتى الساعة 3.30 عصرا، ومع تزايد حالته صعوبةً واشتداد آلام الصدر اضطروا لإخراجه، وقاموا بإخراجه على قدميه، وكان الدكتور عمرو يقول إنه يشعر أنها مقدمات جلطة".

وتابع البيان "وبذلك تكون إدارة السجن قد ارتكبت في حقه جريمة أخرى تضاف إلى جرائمه السابقة؛ وذلك بتأخرهم عن علاجه في الوقت وبالشكل المناسبين حينما كانت الجلطة في بدايتها منذ التاسعة صباحا. فهذه الجريمة هي حلقة في مسلسل عمليات القتل الممنهج، كما سبق أن أخبر ضابط أمن الدولة أحد المعتقلين بأن لديه أوامر مباشرة من السيسي لقتلنا بالبطيء، وكان المسلسل قد بدأ بقتل الأخ المهندس محمود عبد المجيد في يناير/كانون الثاني الماضي، مرورا بمقتل الدكتور عصام العريان منذ أقل من شهر، ثم اليوم الدكتور عمرو أبو خليل، والقائمة قبلهم طويلة لا يتسع المقام لذكرها، والله تعالى أعلم على من سيأتي الدور".

وبناءً عليه، قرر المعتقلون "الدخول في الإضراب المفتوح عن الطعام حتى خروجنا من جحيم هذا السجن المسمى بالعقرب، وإلا فالموت بالإضراب أشرف لنا".

وكان الحقوقي والسياسي المصري البارز هيثم أبو خليل، مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان -منظمة مجتمع مدني-، قد اشتكى مرارًا وتكرارًا من تدهور الحالة الصحية لشقيقه عمرو أبو الخليل نتيجة فيروس كورونا  بسجن العقرب شديد الحراسة، المعروف بـ"غوانتنامو مصر".

وأكد أبو خليل، على مدار الشهر الماضي، "تدهور صحي في حالة شقيقي المعتقل، الدكتور عمرو أبو خليل"، موجها بلاغا عبر حساباته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، للنائب العام والنيابة العامة ونقابة الأطباء المصرية، والجمعية المصرية للطب النفسي، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، بشأن تدهور حالة شقيقه.

الدكتور عمرو أبوخليل، استشاري الطب النفسي، (58 عاما)، معتقل منذ 2 أكتوبر/تشرين الأول 2019 في سجن العقرب، وقبل أسابيع ظهرت عليه الأعراض التنفسية لمريض فيروس كورونا وهي مرحلة متأخرة من مراحل الإصابة بالفيروس، وصعوبة وضيق بالتنفس، وتغير في الصوت، وفقدان الشهية وفقدان للوزن، وضعف عام وهزال، وبقي في زنزانته بسجن العقرب ولم ينقل للعناية المركزة في أي مستشفى، هذا بالإضافة إلى جملة من الأمراض التي يعاني منها أصلاً من التهاب الأطراف العصبية والسكر واضطراب وظائف الكبد وفتق إربي وضعف متزايد في الإبصار، حسب شقيقه.

وشهدت الأشهر الثمانية الماضية من العام الحالي تسجيل 56 حالة وفاة في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، منذ الأول من يناير/كانون الثاني 2020، وحتى 31 أغسطس/آب 2020.

وحسبما رصدت المنظمات الحقوقية المصرية، توفي سبعة معتقلين في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في يناير/كانون الثاني الماضي، وخمسة معتقلين في فبراير/شباط الماضي، و6 معتقلين في مارس/آذار الماضي، ومعتقل واحد في إبريل/نيسان الماضي، وثمانية معتقلين في مايو/أيار الماضي، و13 معتقلا في يونيو/حزيران الماضي، و10 معتقلين في يوليو/تموز، و6 معتقلين في أغسطس/آب الماضي.

حالات الوفاة التي رصدتها المنظمات الحقوقية المصرية حصلت بمعظمها نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، الذي أودى بحياة 917 سجينًا في الفترة بين يونيو/حزيران 2013 ونوفمبر/تشرين الثاني 2019، أو نتيجة انتشار وباء كورونا في مقار الاحتجاز المختلفة مع التعتيم الأمني الشديد، وكذلك نتيجة التعذيب سواء بالضرب المبرح أو الحبس الانفرادي ومنع العلاج والطعام والماء، أو في فترات الحبس والاختفاء القسري.

المساهمون