إضراب عمال قطارات فرنسا يشل حركة 4.5 ملايين راكب

إضراب عمال قطارات فرنسا يشل حركة 4.5 ملايين راكب

03 ابريل 2018
عدد مستخدمي القطارات يومياً 4.5 ملايين فرنسي (فرانس برس)
+ الخط -

دخلت حركة القطارات في فرنسا، اليوم الثلاثاء، في إضراب شبه شامل، يطاول غالبية خطوط السكك الحديدية، رفضاً لخطط الإصلاح التي أعلنتها الحكومة للقطاع، واستجابة لدعوات النقابات العمالية، فيما يتواصل لليوم الرابع إضراب عمال شركة طيران "إير فرانس" للمطالبة بزيادة عامة في الأجور.

وتشكل الإضرابات، تحديا كبيرا للرئيس إيمانويل ماكرون، ولتصميمه على تطبيق برنامجه للإصلاح الاقتصادي، غير أن الفوضى الكبرى المرتقبة، وفقا لوكالة "فرانس برس"، ستكون في السكك الحديدية، حيث يبلغ عدد مستخدمي القطارات يوميا 4.5 ملايين فرنسي، في ظل تصميم النقابات على إفشال الإصلاح الذي تعهّد به ماكرون في هذا القطاع.

والسؤال: هل سينقلب التشدد الحكومي الفرنسي، في فرض إصلاح الشركة الوطنية للسكك الحديدية، ومن ورائه عزم ماكرون، الذي صرح، قبل أيام، فقط، بأنه لا يرى ملامح غضب الشارع، إلى التفاف شعبي وجماهيري حول هؤلاء المضربين.

الحكومة من جهتها، سمّت اليوم 3 أبريل/ نيسان، "الثلاثاء الأسود"، وتقول إنها صامدة، فيما أكد ممثلو المضربين ومن يساندهم من السياسيين اليساريين، ومن بينهم القيادي في "الحزب الجديد المناهض للرأسمالية" أوليفيي بوزانسنوت، أيضا، أنهم صامدون، لفترة أطول، فيما كشف الأمين العام لأكبر نقابة عمالية داعية للإضراب (سي.جي.تي) فيليب مارتينيز، أن بداية الإضراب كانت ناجحة، وأن المضربين كانوا على موعد.

وهذا ما ينذر بتجاذب خطِر ومستدام بين الطرفين، وسط فوضى عارمة في كثير من المحطات، خاصة، "غار دي ليون"، وحيث المئات من المسافرين ينتظرون قطاراتهم ساعات.

وإذا كان ماكرون يراهن على الانتصار في معركة الرأي العام، وهو ما كانت تؤكده، قبل أيام، استطلاعات الرأي التي عبّرت فيها أغلبية من الفرنسيين عن عدم تفهمها لدواعي الإضراب، إلا أنّ اشتعال الجبهة الطلابية المضربة، ودعوتها إلى "توحيد النضالات" مع مضربي الشركة الوطنية للسكك الحديدية، لا يمكنه سوى أن يقلق الحكومة والرئيس ماكرون.


ومن بين ملامح "توحيد النضالات"، الإعلان عن إضراب في الخطوط الجوية الفرنسية، وهي رابع دعوة للإضراب، إضافة إلى إعلان عمال النظافة والطاقة عن بداية إضرابهم.

كما أن الحكومة، الواثقة من نفسها لحد الساعة، كما يصرح وزراء بها، ومن بينهم وزيرة النقل، التي كشفت صحيفة "ليزيكو" اليومية الاقتصادية، فضيحة كتابة موظفي الوزارة إجاباتها الصحفية، لا يمكنها أن تتغاضى عن إضراب واسع في سوبرماركت "كارفور"، والذي جرّ معه توقف 20 ألف شخص عن العمل.

وكانت نقابات طلابية قد دعت، منذ أسابيع للتظاهر، احتجاجا على إصلاح ولوج الجامعات. وقد أعلن كثير من الطلبة مشاركتهم في تظاهرة اليوم، على مسار ينطلق من "غار دي ليست" (محطة الشرق)، الباريسية.

ولم ينأى بأنفسهم الفنانون والكتاب والجامعون عن القاعدة، فقد دعت مجموعة منهم، في بيان نشره موقع ميديا بارت الإخباري، قبل أسبوع، وعرف توقيع العشرات منهم، إلى دعم المضربين، وإلى جمع تبرعات مالية لهم.

ومن بين هؤلاء الموقعين الروائية الفرنسية الكبيرة آني إيرنو، والفيلسوفان توني نيغري وإتيان باليبار والكاتب لوران بينيت، والمخرج روبرت غيديغيان وآخرون، وقد أكدوا "تعاطفهم" مع المضربين في الشركة الوطنية للسكك الحديدية "الذين يدافعون عن أملاكنا المشتركة".

ثم ذكّر الموقّعون على البيان بـ"إضرابات 1995 و1968، التي توقَّف خلالها عمال السكك الحديدية عن العمل"، كما ذكّروا بأن "التضامن بين الجيران والزملاء أفشل الحسابات الحكومية التي حاولت تحريك المسافرين ضد الإضراب".

وفي آخر المواقف السياسية، إعلان مارين لوبان، رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف، عن تضامنها مع عمال الشركة الوطنية للسكك الحديدية في إضرابهم، وكتبت في تدوينة لها: "بدل الانخراط في إصلاحات عنيفة واستهداف العمال، ألَمْ يكن حَريّا بالحكومة أن تبدأ بتغيير الحوكمة ونموذج إدارة الشركة الوطنية للسكك الحديدية؟".

المساهمون