إصدارات.. نظرة أولى
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات النقدية واللغوية والفكرية والتاريخية والتاريخ الاجتماعي والقصة القصيرة.
■ ■ ■
عن دار "أتلانتيك مونثلي برس" في نيويورك صدر كتاب "كيف سلب الغرب الديمقراطية من العرب: المؤتمر السوري في 1920 وتدمير التحالف التاريخي الليبرالي- الإسلامي" للمؤرخة إليزابيث سومبثُن أستاذة تاريخ الشرق الأوسط الحديث في الجامعة الأميركية بواشنطن. يأتي الكتاب الصادر في الذكرى المئوية لمعركة ميسلون ليوضح مسؤولية الغرب عن تدمير الطموح العربي ببناء نظام دستوري بالاستناد إلى تحالف ليبرالي- إسلامي في المؤتمر السوري، مما جعل المنطقة مفتوحة لاحقا لتطورات مغايرة بفعل سياسات الانتداب الفرنسي والانقلابات العسكرية.
عن دار "خطوط" صدرت أنطولوجيا شعرية بعنوان "لَعْنَةُ المالِينشِه" للمترجمة الأردنية الفلسطينية غدير أبو سنينة. تشكّل المختارات مدخلاً سلساً لشعر أميركا اللاتينية وخصوصاً في النصف قرن الأخير، وهي تعتمد على ذائقة المترجمة التي أفردت مساحةً أوسع لشعراء نيكاراغوا حيث تُقيم. يتتابع الشعراء بحسب البلدان التي ينتمون إليها، بدءاً بنيكاراغوا فالإكوادور فالأوروغواي فالمكسيك فكوستاريكا، مروراً ببلدان أميركا اللاتينية الأخرى، لتنتهي بشاعرتين من إسبانيا فيتحقق على سبيل الصدفة التقاء العالمين "القديم" و"الجديد" في طيات الكتاب.
عن "كلمات عابرة"، صدر مؤخراً كتاب بعنوان "التعبيرات الشبابية والديمقراطية الثقافية: دراسة مقارنة لموسيقات الشارع بعد 2011 بين المغرب وتونس"، وهو عمل مشترك أنجزه كل من الباحثة التونسية فاتن مبارك والباحث المغربي ياسين أغلالو. ينطلق الكتاب من تشخيص للسياسات الثقافية في البلدين، والتنبيه إلى الفجوة بينها وبين إرادة الشباب ووعيهم، وهو ما دفع الكثير من التعبيرات الثقافية إلى الشارع كفضاء فنّي يتيح التواصل مع الشعب. يحلّل المؤلفان مفهوم الديمقراطية الثقافية من منظورين مختلفين: منظور الدولة ومنظور فناني الشارع.
ضمن سلسلة "أغورا"، صدر مؤخراً كتاب "أحلام العقل" للباحث الفرنسي نيكولا غريمالدي (1933) عن منشورات "بوكت". يتابع المؤلف في هذا الكتاب نقده - الذي ظهر في أعمال سابقة - للغة التقنية التي بات يعتمدها فلاسفة العصور الحديثة وهو ما لا نجده في التقاليد الأولى للفلسفة في بداياتها الإغريقية. يشير غريمالدي إلى أن من نتائج هذا التوجّه أن اكتشف الفلاسفة حدود الاعتماد على العقل وحده وبدأت أعمالهم تتغذّى بالروحانيات والجماليات والخيال كما في أعمال مفكرين مثل هنري برغسون وغاستون باشلار الذين يحلّل بعض مقارباتهم.
صدر مؤخراً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "الاستراتيجيا الصينية تجاه الدول العربية: الأهداف والمآلات" للباحث أنس خالد النصار ضمن "سلسلة أطروحات الدكتوراه". يحلّل الكتاب العلاقات بين البلدان العربية والصين ويقف عند الأدوات التي تستخدمها الأخيرة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. يتكوّن العمل من خمسة فصول: "مشكلة الدراسة وإطارها المنهجي"، و"الرؤى الاستراتيجية للصين وتحولاتها"، و"أهداف الاستراتيجيا الصينية وأدواتها ومآلاتها تجاه الدول العربية"، و"الاستراتيجيا الصينية تجاه الدول العربية"، و"خلاصات".
عن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر"، صدر حديثاً كتاب بعنوان "ألف لايك ولايك: دراسة في أدب وسائل التواصل الاجتماعي"، وتتناول فيه الباحثة الفلسطينية إيمان يونس التغييرات التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي في الأدب؛ حيث شكّلت هذه الوسائل باختلاف أنواعها "موضوعاً للأدب وغاية له، وأصبح التراكم الكمّي الكبير للنصوص التي تناولت هذه الوسائل ظاهرة أدبية معاصرة جديرة بالبحث والدراسة والأرشفة". يلقي العملُ الضوء على هذه الظاهرة بأبعادها المختلفة من ناحية، ويُحاول إنجاز أرشفة للنصوص الأدبيّة من ناحية أخرى.
عن "منشورات جامعة ستانفورد"، صدر حديثاً كتاب "القيم الثقافية في الاقتصاد السياسي" الذي حرّره أستاذ التجارة والسياسة الدولية جي. بي. سينغ. يضمّ الكتاب مجموعة دراسات تناقش ردود الفعل العنيفة ضدّ العولمة والتي أدّت إلى إعادة التفكير لدى علماء الاجتماع من أجل تفسير الظواهر المرتبطة بها مثل صعود الشعبوية في جميع أنحاء العالم، وكذلك القلق الثقافي المتعلّق بالانتماء إلى الطبقة والدين، والتي تحتاج في فهمها إلى منظور لا يغلّب الحسابات السياسية والمصالح الاقتصادي، ويهتم بالسياقات الاجتماعية وتغير القيم الثقافية.
عن "دار محمد علي"، صدر مؤخراً كتاب "الحياة اليومية بمدينة صفاقس خلال النصف الثاني من القرن التاسع" للباحث التونسي فريد خشارم وتقديم عبد الواحد المكني. يعتبر المؤلف أن مبحث الحياة اليوم لا يمكن اعتباره كحقل فرعيّ من التاريخ كمجال معرفي بمعناه المعروف إلا من باب التجاوز، حيث يقتضي الاشتغال على الحياة اليومية منهجيات وطرق بحث عن القرائن والوثائق مختلفة تماماً عن تلك المعتمدة في التاريخ. يعتمد خشارم في كتابه على الأنثروبولوجيا أساساً، ومن خلالها يستقرئ أنواعاً كثيرة من الأرشيفات لرصد المعيش اليومي.
صدر حديثاً عن منشورات "ملتقى الطرق" كتاب "مع محمود أمين العالم: شغب الفكر والحرية" للباحث المغربي عبد العزيز جدير، والذي يُضيء على سيرة المفكّر المصري (1922 - 2009)، متناولاً جوانب من حياته الشخصية والفكرية ومحيطه الثقافي والسياسي. يتوزّع العمل بين اثني عشر فصلاً رُتّبت ترتيباً زمانياً؛ حيث تبدأ بالولادة وذكريات الطفولة، وتمرُّ بالحياة السياسية والتجربة الحزبية، فتجربة السجن، وصولاً إلى كتاباته النقدية التي تناولت عدداً من الكتّاب البارزين مثل عباس محمود العقّاد وطه حسين، وأيضاً عمله في الصحافة.
صدر حديثاً عن "دار لوسيل" كتاب "صناعة الهُوية وتطبيقاتها في بناء الدولة الحديثة" للباحث إبراهيم الديب. يطرح الكتاب عدّة تساؤلات راهنة من أبرزها: ماهية الهُوية، وما أهمية صناعة الهوية؟ وكيفية صناعة الهوية؟ والتي يصبح التفكير فيها مهمّاً ضمن المرحلة الثانية من الانتفاضات العربية والتحول الديمقراطي الذي تعيشه بلدان في العالم العربي، ضمن مستويين؛ الأول يركّز على دراسات الهوية وقيمها المتحولة، والثاني يتوجّه إلى فهم حركات التحرّر العالمي عامة، والعربي خاصة، والبلدان الساعية لتعزيز قوتها ومكانتها الحضارية.
