إدلب تتنفس الصعداء "مؤقتاً" في اجتماع سوتشي

إدلب تتنفس الصعداء "مؤقتاً" في سوتشي... واجتماع ثلاثي بشأن البيان الختامي

31 يوليو 2018
مباحثات حول اللجنة الدستورية السورية (Getty)
+ الخط -

يبدو أن محافظة إدلب السورية، ستتنفس الصعداء، أخيراً، بعد تكرار النظام تهديداته بهجوم محتمل، إذ علم "العربي الجديد"، من مصادر مطلعة على المفاوضات بين الدول الضامنة (تركيا، روسيا، إيران) في سوتشي، أنّ إدلب ستحافظ على وضعها الحالي كمنطقة خفض تصعيد، بينما يسعى الضامن التركي، للحصول على تعهدات إضافية لحماية المحافظة من أي تصعيد محتمل.

وأوضحت المصادر أن إدلب ستستمر كما هي عليه كمنطقة خفض تصعيد، وأن الدول الضامنة اتفقت على ذلك، على الأقل في المرحلة الحالية والمقبلة، في حين يسعى الجانب التركي لمزيد من الالتزامات الروسية حيال ذلك.

إلى ذلك، قال مصدر تركي مطلع لـ"العربي الجديد" إن "إدلب بخير"، دون مزيد من التفاصيل.

وأشارت المصادر إلى أن الأمم المتحدة أيضاً أبلغت المعارضة السورية بأنه ليس من مصلحة روسيا إثارة الوضع في إدلب وتخريب العلاقات مع تركيا، وبالتالي فإن مصير إدلب متّجه إلى الاستمرار على ما هو عليه بالفترة الحالية والمقبلة، مما يجعل المحافظة تتنفس الصعداء مؤقتاً، من تهديدات النظام بالهجوم عليها، وتهجير مليوني سوري على الأقل منها.


وتأتي هذه التطمينات في وقت تتواصل الاجتماعات بين وفود الدول الضامنة والأمم المتحدة في سوتشي، جنوب غربي روسيا، حيث عقد، اليوم الثلاثاء، اجتماع رباعي، تناول موضوع اللجنة الدستورية، ليتبع ذلك إشادة من المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، الذي قدم شرحاً عن اللجنة الدستورية ومسودة الشكل النهائي لها.

وتعكف الأمم المتحدة على إنهاء لائحة المستقلين التي تعدها، وتسعى للحصول على موافقة الضامنين، قبيل الإعلان عن التشكيلة النهائية لأسماء اللجنة، ليكون بحث آلية عملها في مرحلة لاحقة، لتعود بعدها عجلة المفاوضات من جديد في جنيف، ويتوقع أن تكون في خريف العام الحالي إذا سارت الأمور كما تشتهيها سفن الامم المتحدة، دون تغييرات ميدانية.

وأصدر، مكتب دي ميستورا، بياناً، عقب اللقاء الرباعي جاء فيه، أن الاجتماع ركز على آلية عمل اللجنة الدستورية، وأن دي ميستورا يدعو الدول الضامنة لعقد اجتماع مطلع سبتمبر/أيلول المقبل، في جنيف، من أجل وضع اللمسات الأخيرة على اللجنة الدستورية.

وفي سياق الاجتماعات، أفادت وكالة "الأناضول"، بأنه جرى التوافق على تبادل مجموعة صغيرة من المحتجزين بين النظام والمعارضة ضمن إطار إجراءات بناء الثقة بين الطرفين المتصارعين دون الكشف عن عددهم وأماكن تبادلهم، في حين تتحدث مصادر مطلعة عن عشرة متحجزين من كل طرف، الأمر الذي أثار استياء المعارضة للمعاملة بالمثل بين الطرفين، إذ أن النظام يعتقل مئات الآلاف ويحتجزهم في معتقلاته.


ومن المقرر أيضاً، بحث موضوع عودة المهجّرين، وهو ما توليه روسيا اهتماماً كبيراً، وسط أنباء عن تجاوب تركي حيال ذلك بمعايير وشروط محددة، وسعي روسي للدفع فيه، في وقت يناقش الموضوع بين الدول الضامنة ومفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وعقب اللقاء الرباعي، اليوم، بدأت الدول الضامنة اجتماعاً ثلاثياً لاعتماد البيان الختامي، وفي حال فشلهم بذلك ربما يضطرون لاجتماع آخر، على أن تعقد الجلسة الختامية الرسمية بعد الظهر، أو قد تمتد في حال عدم التوافق إلى مساء اليوم، ويتخلل ذلك لقاءات ثنائية تجريها المعارضة في مقر الاجتماعات مع الوفدين التركي والروسي، ومع الأمم المتحدة.