إبراهيم جوابرة: أطفالٌ وقطط ونباتات

إبراهيم جوابرة: أطفالٌ وقطط ونباتات

13 ديسمبر 2015
(من أعمال المعرض)
+ الخط -

رغم انتمائه إلى الجيل الشاب الذي يلجأ إلى وسائط تشكيلية جديدة تهيمن على الفن المعاصر، يتمسّك الفنّان الفلسطيني، إبراهيم جوابرة (1985)، باللوحة كوسيط فني.

في معرضه الشخصي الأول، المستمر في غاليري "وادي فينان" في عمّان حتى 15 من الشهر الجاري، يقدّم جوابرة خمسة وعشرين عملاً مواضيعها الطفولة والقطط والنباتات. جاءت هذه اللوحات بعد ثمانية أعوام من العمل على وسائط الفن الأدائي والأشكال المعاصرة المختلفة.

يعتبر جوابرة، في حديثه إلى "العربي الجديد"، أن "الموضوع يقرّر أي وسيط سيخدم العمل والفكرة أكثر من سواه"، لافتاً إلى أن العودة إلى اللوحة بعد سنوات من العمل على أشكال أخرى يجعل التحدّي أكبر.

يقول: "في هذا المجال، هناك تجارب كبيرة وبحث واسع. ولكي تقدّم عملاً مختلفاً، عليك أن تفكّر طويلاً في الإضافة التي تشكّلها لوحتك الآن، إضافة مرئية وبالإمكان تمييزها". وعن علاقة اللوحة بالفن المعاصر، يقول: "لا أجد أن تجربة الرسم واللوحات تعيش بمعزل عن الفن المعاصر، بل هي الأساس، وقد بدأت تعود إلى الواقعية الجديدة".

كثيراً ما اتُّهم الجيل الذي ينتمي إليه جوابرة، بأنه غير منخرط في أسئلة الحراك الوطني والاجتماعي. عن ذلك، يوضّح: "لا يمكن تقديم أي تجربة بمعزل عن محيطها السياسي والاجتماعي، وتجربتي إن كان يعتقد البعض أنها بعيدة عن الحراك الوطني، إلا أنها تصب في صميم البعدين الاجتماعي والسياسي، لا سيما أنني أقدّم ذاكرة وحالة ربما تشبه حالات المعتقلين، الذين يمضون زمناً في معتقلاتهم، ثمّ ينسون فجأة ذلك التاريخ لأسباب عديدة".

يضيف الفنان الفلسطيني: "نحن أيضاً ننسى ذاكرتنا الطفولية لانشغالنا بالقضايا السياسية، ونتجاهل الحس الإنساني من دون وعي أو قصد".

من جهة أخرى، يقول جوابرة: "أجد أن كثيرين يعملون على الجانب السياسي، وطالما أن هذه المساحة مشغولة فعليّ إشغال مساحة أخرى، ليكون هناك تركيبة فسيفسائية أكثر تنوّعاً وملامسة لهمومنا الإنسانية".

تأتي أعمال الفنان الشاب من مراجع وتجارب بصرية مختلفة، يذكر منها أعمال الفنّان الهولندي رامبرنت والإيطالي تيتيان. أمّا علاقته بأعمال وإنتاج شقيقه الفنان منذر جوابرة، فيقول عنها: "ربما نحن مختلفان من حيث الوسيط والتقنية والتجربة، ولكن نكتشف مساحتنا المشتركة من خلال التفكير".

يتابع: "ربما تكون مراقبتي الدائمة لتجربة منذر وحياته قد ساعدتني في اختصار الوقت الذي يستغرقه آخرون في فهم مسألة الفن، والدخول إلى هذا العالم من خلال علاقة منطقية وعقلية، أكثر منها عاطفية".























اقرأ أيضاً:
 أحمد نعواش: من عين كارم إلى الطفولة الخالدة

المساهمون