إبداعٌ ضدّ الانقلاب [2/2]

إبداعٌ ضدّ الانقلاب [2/2]

04 يوليو 2017
شاركت نيللي كريم في بطولة فيلم "اشتباك" (Getty)
+ الخط -
يستكمل الجزء الثاني والأخير من فنانين ضد الانقلاب، أهمّ الإبداعات وردود الفعل الفنيَّة، التي تلت انقلاب 3 يوليو 2013 وإطاحة الفريق أول (حينها) عبدالفتاح السيسي، بالرئيس المنتخب شرعيّاً محمد مرسي.

هشام عبدالله... رابعة مجزرة
انضم الممثّل، هشام عبد الله، مُؤخّراً إلى معسكر المعارضة. وكان قد أكد في حوار سابق، أن ما حدث في ميداني رابعة والنهضة "مجزرة غير إنسانية وغير قانونية، وكانت من الممكن أن تحدث في ميدان التحرير ضد الشعب المصري. واستطاع النظام توجيه الكره ضد فصيل واحد ليدبر تلك المجزرة". وأضاف: "المجزرة حدثت في حق الثورة أيضاً، وارتكِبَت ضدّ كل من شارك فيها، من اعتقال وقتل ومحاكمات تعسفية، إذ تتمّ الآن تصفية الثورة على مراحل، ويتمّ اتهام كل من تمسك بمبادئها بأنه إخواني وإرهابي". وأكد أن مبارك لا يزال يحكم مصر.


أحمد عيد... لم يشارك في 30 يونيو
أما الفنان، أحمد عيد، فرفض منذ اللحظة الأولى المشاركة في 30 يونيو/ حزيران. وقال عن سبب ذلك في تصريحات صحافية سابقة: "أرى أن الخروج من الأزمة الحالية في مصر هو الحوار البناء، وعدم تهميش أحد من أبناء الوطن، لذلك لن أشارك في 30 يونيو، فهذه وجهة نظري ويجب احترامها".


محمد شومان... بطل في رابعة
كان الفنّان الكوميدي، محمّد شومان، من أوائل الداعمين للرئيس المعزول، محمد مرسي، عند ترشحه للرئاسة عام 2012. وشارك كذلك في اعتصام رابعة العدوية، واعتلى المنصَّة وقتها قائلًا: "جئتُ أواسي الجرحى، وأحتسبُ القتلى شهداء عند الله عز وجل". وفي بداية عام 2016، ظهر شومان مع الإعلامي، معتز مطر، على قناة "الشرق" المعارضة في تركيا، ودافع عن جماعة الإخوان المسلمين، ثم قدّم بعدها برنامجه الخاص "شومان شو" عبر نفس القناة. وانتقد من خلاله الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما دفع نقابة المهن التمثيلية برئاسة الفنان، أشرف زكي، إلى فصله وشطبه من عضوية النقابة بسبب موقفه السياسي، وانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين.

عمرو واكد ومؤامرة 30 يونيو
اعتبر النجم، عمرو واكد، والمعروف بـ"الفنان الثائر"، إذ شارك في ثورة 25 يناير، والتي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك، أن ترشُّح السيسي في الانتخابات الرئاسية، يعني أن 30 يونيو/ حزيران كانت مؤامرة، وليست "ثورة"، أطاحت بالرئيس محمد مرسي.


وجدي العربي مع الشرعية
يعد الفنان، وجدي العربي، نجل الفنان الراحل عبد البديع العربي، وشقيق الفنان محمد العربي، من أشد المؤيدين للرئيس محمد مرسي، وكان أحد الداعمين له. كما أعلن رفضه للإطاحة به ووصف ما حدث في 30 يونيو/ حزيران 2013 بالتمهيد للانقلاب العسكري في 3 يوليو. كما يعد أحد ضيوف القنوات المعارضة للسيسي في تركيا. وتمتع العربي منذ الصغر بموهبة فنية رائعة والتي ظهرت في العديد من الأفلام التي جسد فيها أدواره منذ الطفولة بامتياز. وقدم العديد من الأعمال الفنية والمسلسلات، وبالرغم من تقديمه لأدوار ثانوية؛ إلا أن أدواره كانت مؤثرة في العمل الفني.

محمد ناصر... شاعر ومذيع ضد الانقلاب
كان من أوائل الشخصيات الليبرالية المناهضة للإطاحة بحكم الرئيس محمد مرسي. وخاض محمد ناصر أولى تجارب الكتابة للسينما من خلال فيلم "كليفتي" للمخرج الكبير محمد خان، والذي شارك فيه بكتابة السيناريو عام 2003. وكان من المفترض أن يقدما سويًا فيلم "ستانلي". كما شارك بالتمثيل في فيلمي "بنات وسط البلد" و"في شقة مصرالجديدة". وكتب ناصر عددًا من الأغنيات أشهرها "مش نظرة وابتسامة" لسيمون، وكتب للمخرجة نادين خان فيلم "هرج ومرج"، وشارك لفترات طويلة في إعداد البرامج وشارك بالتمثيل ببرنامج "حسين على الناصية" مع الفنان الراحل حسين الإمام. وكانت بداية محمد ناصر كمذيع من خلال برنامج "يبقى أنت أكيد في مصر"، والذي كان يذاع على قناة "أون تي في"، والذي انتقد فيه تصرفات الشارع المصري، وعادات المجتمع وتقاليده بشكل ساخر. ثم انتقل بعد ذلك إلى قناة "المحور"، التي قدم فيها برنامج "شيزوفرنيا" والذي كان يفرد حلقاته للتقصي خلف مباحث أمن الدولة والشرطة، والحديث عن شخصيات مصرية شهيرة.

فيلم "اشتباك"... رسائل معارضة
على الرغم من أن فيلم "اشتباك" لم يبرز معارضة شديدة للانقلاب الذي تلا 30 يونيو /حزيران عام 2013، إلا أن الكثير من المحللين اعتبروا أن الفيلم يحمل رسالة ضمنية ضد ما حدث في ذلك التاريخ. وتدور أحداث الفيلم بعد 30 يونيو 2013 داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين لحكم جماعة اﻹخوان المسلمين، وذلك بعد عزل الرئيس محمد مرسي من الحكم، متضمنة لحظات من الجنون، والعنف، والرومانسية والكوميديا أيضًا، وعارضة لجزء كبير مما حدث في مصر في ذلك الوقت.
و"اشتباك" هو فيلم دولي إنتاجه مشترك بين فرنسا ومصر وألمانيا، من إخراج محمد دياب، وبطولة نيللي كريم وطارق عبدالعزيز وهاني عادل وأحمد مالك. والفيلم تم اختياره رسمياً لافتتاح مسابقة "نظرة ما" في مهرجان "كان" السينمائي 2016. وتم اختياره لتمثيل مصر عن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار التاسع والثمانين لكنه لم يُرشح. يعد الفيلم التجربة الإخراجية الثانية لمحمد دياب بعد فيلم "678".




المساهمون