أوكرانيا: القوات الحكومية تتقدم ...وانفجار ضخم حطّم "الماليزية"

ترتفع حدة المعارك، التي تخوضها القوات الأوكرانية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا، في الأقاليم الشرقية في أوكرانيا، وسط أنباء عن سيطرة قوات الحكومة على أجزاء من المنطقة، التي شهدت إسقاط الطائرة الماليزية، منتصف الشهر الجاري، في وقت رفضت فيه موسكو اتهامات واشنطن بإطلاق صواريخ من أراضيها ضد مواقع للجيش الأوكراني.

وبالتزامن أعلن رئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، عدوله عن الاستقالة من منصبه، التي أعلنها قبل أيام، وعودته إلى ممارسة مهامه.

وأفاد ياتسينيوك، في بيان له، أنه اشترط للعودة، إجراء التعديلات على قوانين الميزانية والضرائب، التي لم يقرّها البرلمان الخميس الماضي، مشيرا إلى أن عدم إجراء التعديلات سبب قصوراً في تمويل الجيش، وبرامج التعاون مع صندوق النقد الدولي.

وكان ياتسينيوك قد أعلن استقالته، بعد انسحاب حزبين، من الائتلاف الحكومي، ونقل صلاحياته، إلى نائبه فلاديمير كرويسمان، وزير التنمية الإقليمية.

في هذه الأثناء، أعلن مسؤولون أوكرانيون، اليوم الإثنين، أن ما لا يقل عن ثمانية مدنيين قتلوا في المعارك، وخلال عمليات القصف المدفعي، في مدينتين يسيطر عليهما المسلحون الانفصاليون.

وأوضحت السلطات في لوهانسك أن خمسة أشخاص قتلوا، وأصيب 15 شخصاً آخرين، في القصف المدفعي ليلاً، فضلاً عن مقتل ثلاثة في مدينة دونيتسك.

وشهدت المناطق، بين المدينتين، قتالاً عنيفاً، فيما تحاول القوات الأوكرانية استعادة السيطرة ثانية على المنطقة، التي شهدت إسقاط الطائرة الماليزية، مطلع الشهر الجاري.

وفي رده على الاتهامات، التي أطلقتها واشنطن، أمس الأحد، حول مسؤولية موسكو عن قصف مواقع للجيش الأوكراني، رفض وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، تلك الاتهامات الأميركية، واصفاً إياها بـ"المزاعم".

وكانت الولايات المتحدة قد نشرت صوراً التقطت عبر الأقمار الاصطناعية، تشير إلى إطلاق صواريخ من الأراضي الروسية في اتجاه أوكرانيا.

وقال مسؤولون أميركيون إن الصور، ومصدرها مديرية الاستخبارات الوطنية، تظهر أسلحة ثقيلة أطلقت، بين 21 و 26 من يوليو/ تموز، بعد إسقاط الطائرة الماليزية، قذائف باتجاه الأراضي الأوكرانية.

على صعيد آخر، قال لافروف إنه يتوقع وصول مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى الحدود الروسية ـ الأوكرانية، خلال الأيام المقبلة.

من جهتهم، قال مسؤولون أوكرانيون إنه لا فائدة من بعثة المنظمة الأوروبية، على اعتبار أن عدد أعضائها المقرر بنحو عشرين مراقباً، غير كاف للبحث في منطقة حدودية بين البلدين، تبلغ مساحتها ألفي كيلومتر.

فشل في الوصول إلى حطام "الماليزية"

وعلى صعيد التحقيقات بشأن إسقاط الطائرة الماليزية، فشل فريق الشرطة الدولية، لليوم الثاني على التوالي، في الوصول إلى موقع تحطم الطائرة، بسبب احتدام الاشتباكات على الطريق إلى المنطقة، التي تحطمت فيها.

وتوقف فريق من الشرطة الأسترالية والهولندية، وخبراء الطب الشرعي، اليوم الاثنين، في بلدة شاختارسك، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن الحقول، التي أسقطت فيها الطائرة.

بدوره، قال المتحدث باسم قوات الأمن الأوكرانية، أندريه ليسنكو، إن البيانات، التي تم استقاؤها من الصندوقين الأسودين للطائرة الماليزية، أظهرت أن سبب تحطمها يعود إلى انفجار ضخم تسبب في فقدان الضغط داخلها، إثر إصابتها بعدة شظايا، ناتجة عن صاروخ.

إلى ذلك، قالت مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، إن إسقاط رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم 17 ربما يرقى إلى "جريمة حرب".

ودعت بيلاي، اليوم الاثنين، إلى إجراء تحقيق شامل في حدوث انتهاك للقانون الدولي بإسقاط الطائرة بصاروخ أرض ــ جو، فوق الأجزاء الشرقية من أوكرانيا، التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، مما أدى إلى مقتل جميع مَنْ كانوا على متنها، والبالغ عددهم 298 شخصاً.