أوباما الهائم في حب تونس

أوباما الهائم في حب تونس

09 مارس 2015
تحدث أوباما عن تونس كمصدر إلهام للعالم(فرانس برس)
+ الخط -
لا يدع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، فرصة تمرّ من دون أنّ يتحدث عن تونس التي يعتبرها مصدر إلهام للعالم. وللحقيقة فإنه عبّر في أكثر من مناسبة عن هذا الولع الظاهر بما يحدث في تونس، وخصوصاً عندما تُقارن بجيرانها. وجاءت كلمته بمناسبة ذكرى مسيرة "سلما" التي قمعت قبل خمسين عاماً معبرة، حين أشار إلى أنها "تبقى مصدر إلهام بالنسبة إلى الملايين في مختلف أنحاء العالم من تونس إلى أوكرانيا... وأن جيلاً من الشباب يمكنهم أن يستمدوا قوتهم من هذا المكان، من شوارع تونس إلى ساحة ميدان في أوكرانيا".

ومنذ أيام قليلة، بمناسبة انعقاد مؤتمر الاستثمار الأميركي في تونس، أصرّ الرئيس الأميركي على أن يوجه بنفسه رسالة فيديو إلى التونسيين، أشار فيها إلى أن "الولايات المتحدة تفخر بأن تكون شريكاً لتونس... فنحن مثلكم، نؤمن بأن الديمقراطية تتطلب مؤسسات قوية وديمقراطية، بالإضافة إلى النمو الاقتصادي والفرص المناسبة، ليشهد المواطنون أن الديمقراطية يمكن أن توفر حياة أفضل... وأن بلوغ الانتعاش الاقتصادي ممكن فقط عندما تدعم القوانين والتشريعات الاستثمارات الجديدة، وعندما تسمح سيادة القانون والشفافية للشركات بأن تعمل بنفس القوانين".

هذا الكلام الجميل للرئيس الأميركي أعقبته وزيرة التجارة الأميركية، بيني بريتزكر، بحديث الصراحة والواقعية الأميركية، حين شددت على الإصلاحات الاقتصادية التي يتعين القيام بها في تونس، وخصوصاً المتعلقة بالاستثمارات والقضايا الجبائية والجمركية، إضافة إلى المنظومة المصرفية والبنكية. وكذلك كانت وزيرة الخارجية السابقة، مادلين أولبرايت، وكل الشخصيات الأميركية الأخرى التي شاركت في المؤتمر، حين شددت على المساعدة المشروطة بالإصلاحات الضرورية، وهي إصلاحات يلقى بعضها معارضة تونسية واضحة من قطاعات متعددة، وستطرح بقوة في قادم الأيام.

ولا يفهم كثير من التونسيين لماذا لا يترجم هذا الحب الأميركي العنيف تجاه تونس إلى مساعدات حقيقية، على غرار ما تجود بها على غيرهم، وتقطع مع أسلوب "القطرة قطرة". ولا يفهم أيضاً كثير من التونسيين لماذا تبيعنا أميركا طائرات تعد على أصابع اليد الواحدة في مواجهة خطر إرهابي محدق نبه إليه الأميركيون وأوباما في حديثه الأخير.

المساهمون