أطنان من الحرية

أطنان من الحرية

14 اغسطس 2015
+ الخط -
إلى من خدعه الأميركان بديمقراطيتهم الزائفة، وصورو له أن العنف والوحشية والقتل والإرهاب من سمات العرب، ومن أخلاق المسلمين، فقد جاء العمل الرائع العبقري (100000 طن من حرية) رسالة تحمل بين طياتها أحداثاً تكاد تكون محفورة فى أذهاننا، وإن شابتها بعض أتربة المشكلات المعاصرة، وتضليل صحف الغرب وإعلامهم، وتواطؤ ساستهم وكبرائهم، وتكاسل واستسلام وتقصير من إعلامنا وعلمائنا. إنها ذكريات لم يكن استرجاعها وتتبع آثارها يبكينا فقط، بل يدمينا ويمزق أحشاءنا.
إنها الديكتاتورية المستترة والقمع المقنع والظلم والقهر والقتل والتشريد، تلك الأفعال التى مارستها الولايات المتحدة في مجتمعاتٍ، كل ذنبها أنها اختلفت مع أيدلوجيتها، أو عارضتها واعترضت وحشيتها، فكان عاقبتها أن قامت عليها أميركا ودمرتها وسخرت قدراتها وتفوقها العلمي فى المجالات الذرية والكميائية والنووية في القضاء على البشرية، ومن دون مبالغة فقد قضت على الآلاف في الثواني الأولى من الهجوم النووي على هروشيما وناغازاكي في اليابان، ووصلت إلى تشويه الأجنة في فيتنام، بعد استخدام الأسلحة الكيماوية التي تسببت في إصابة الآلاف بالسرطانات، وتشوه خلقي وعقلى في أكثر من مائة ألف طفل، وهذا ما كان الفيلم العبقرى المحزن المبكى بصدده، وتصدر أيضا إلى أحداث محرقة درسدن التى ظن صانعوها أنها حذفت من التاريخ، وهي التي قضت على أكثر من عشرين ألف من مواطنى ألمانيا، والتي شاركت بقصفها وحرقها أميركا التى صنفت نفسها راعية للسلام، وزعمت أنها تحارب الارهاب، وهي في الأصل صانعة الإرهاب، فقد هاجمت درسدن الثقافية التي لم يكن لها أي أهمية عسكرية، بعد أن احتمى بها المدنيون ولجأو إليها، فاستقبلتهم راعية السلام بوابل من القنابل الحارقة التي أودت بحياة الآلاف، حتى اشتعلت عواصف النيران أياماً، فوصل الحال إلى أن ذابوا من احتموا بالملاجئ.
ولم ولن ينسى التاريخ ما فعلته أميركا بالعراق من دمار وهلاك وقتل وهتك للأعراض وابتكار أساليب غريبة من التعذيب وفتح السجون والمعتقلات، ناهيك عن ابتكارها ألواناً جديدة من الإرهاب المنظم، ليملأ الوطن العربي ويمزق شمله.
تلك هي أميركا التي إن سلط الضوء عليها فضحتها أعمالها وفسادها وعنفها وإجرامها وإرهابها الذي لم يفرق بين طفل وشيخ، ولا يبالي بقتل ودمار وهدم وخراب، ولا يبالي إن مزق الإنسانية وساهم في القضاء على البشرية، فها هي أميركا، مهما تفوق إعلامها، وانتشر خداعها، فإن التاريخ لن ينسى إجرامها.
خاض العرب معاركهم دفاعا عن أوطانهم غير مفسدين ولا معتدين، وها هي معارك المسلمين لم تكن إلا اضطرارية، وكانت وصية النبى حاضرة فى كل غزواتهم "لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا كبيراً فانياً ولا منعزلاً بصومعة ولا تقربوا نخلاً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناءً".
حتى أضاءت صفحات التاريخ بأخلاقنا قبل أمجادنا.




avata
avata
محمد زكريا (مصر)
محمد زكريا (مصر)