سكة اللاسلامة

سكة اللاسلامة

25 اغسطس 2015
+ الخط -
في مشهد رائع ومعبر من العبقري المتألق، محمد صبحى ، في مسرحية سكة السلامة، وهو تائه فى الصحراء، حين أجرى مكالمة ظن من معه أنها الفرصه الوحيدة للنجاة، فصاح: ألو يا مصر احنا ولادك يا مصر، ولادك تايهين في أرضك يا مصر. تايهيين فيين؟ ما احنا لو عارفين ما نبقاش تايهيين يا مصر. احنا ولادك يا مصر، ما تسبيناش تايهين فى أرضك.
حقا لو كنا نعلم ما كنا في تعداد التائهين، وحقا نود أن نصرخ بتلك الكلمات، ونود أكثر أن نعرف رقماً، يصلنا مباشرة بمصر، لنحدثها وتحدثنا، لنفضي لها بما أثقل صدورنا، وأكثر همومنا، مصر التى افتقدنا حضنها واشتقنا لعطفها وحنانها، مصر التى اشتدت قسوتها وتوارت رحمتها، مصر التى غاب زهوها وبدا غيامها، مصر التى أضحى الحق فيها باطلاً، والباطل فيها بطلا مناضلاً، وبات اللص فيها طليقاً، والشريف ذليلا، والمجرم فيها قائداً وزعيماً. يموت فيها الفقير جوعاً، ويشكو الغني فيها من التخمة، يختطف فيها الصغار، وتمتلئ الشوارع والملاجئ بالأطفال، تكرم فيها الراقصات وتلقب بالمثاليات. وتلفظ ارضها العلماء، ويتحدث فيها الجهلاء، كأنهم أئمة فقهاء، فبدت الرذائل للأكفاء، ومالت المبادئ مع الأهواء، حتى أضحت تصافحنا المهازل في الطرقات، وتوارت الفضائل واستحت، وأعلنت بالصمت أن هذا زمانك يا مهازل فامرحي، فى وطن سار في سكة اللاسلامة.

avata
avata
محمد زكريا (مصر)
محمد زكريا (مصر)