أضاحي غزة... تراجع الأسعار لا يحرّك المبيعات

أضاحي غزة... تراجع الأسعار لا يحرّك المبيعات

26 يوليو 2020
سوق لبيع المواشي في غزة (Getty)
+ الخط -

لم يشفع انخفاض الأسعار التي سجلتها لحوم الأضاحي هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية، لأصحاب المزارع أو المربين في غزة، حيث يعتبر الموسم الحالي هو الأضعف مقارنة بالسنوات الثلاث الأخيرة.

وتبدو تبعات الأزمة الاقتصادية التي تضرب القطاع نتيجة عدم انتظام صرف رواتب موظفي السلطة وعدم صرفها بشكلٍ كامل، إلى جانب حصول موظفي حكومة غزة التي تديرها حركة حماس على 40 في المائة من رواتبهم، وانعدام السيولة النقدية، واضحة على موسم الأضاحي والحركة الاقتصادية بشكلٍ عام.

في موازاة ذلك، يشهد القطاع الذي يعاني أزمة معيشية واقتصادية هي الأكثر ضراوة منذ حصاره عام 2006، غيابا تاما لأي من مظاهر العيد التي اعتاد الفلسطينيون على استقبالها بتحضيرات واسعة في الأسواق.

ويقول التاجر صلاح عفانة إن حجم الإقبال هذا العام في تراجع بنسبة تتراوح بين 55 و60 في المائة، بالرغم من الانخفاض الواضح في أسعار لحوم الأضاحي عند النظر إلى الأسعار التي كانت متداولة خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

ويوضح عفانة لـ "العربي الجديد" أن حجم الانخفاض في أسعار لحوم العجول لا يقل عن 2 شيكل إسرائيلي للكيلوغرام الواحد مقارنة بالأسعار التي كانت متداولة العام الماضي، ورغم ذلك فإن حجم الإقبال من المواطنين ضعيف. (الدولار الأميركي= 3.42 شيكلات إسرائيلية) ويأمل التاجر الفلسطيني أن تسهم المؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في القطاع في إنقاذ هذا الموسم من خلال شرائها كميات كبيرة من اللحوم تسهم في تعويض حالة الشراء الضعيفة من قبل المواطنين نتيجة ظروفهم الاقتصادية.

ويشير إلى أن إجمالي الكميات المتوفرة لديه هو ألفا رأس من العجول غير أن كمية كبيرة منها لم تبع مع بقاء أيام معدودة على حلول عيد الأضحى، وهو ما يعني تحمل الخسائر الناجمة عن عدم بيعها كبقائها في المزارع وتوفير الرعاية والأعلاف لها.

ويعاني القطاع من ارتفاع في معدلات البطالة خصوصاً في فئة الشباب حيث وصلت إلى 68 في المائة، فيما يعتمد نحو 80 في المائة من السكان على المساعدات التي تقدمها المؤسسات الإغاثية، بالإضافة لارتفاع في قضايا الذمم المالية نتيجة الأزمات الاقتصادية واستمرار العقوبات المفروضة من السلطة منذ إبريل/نيسان 2017 والتي أدت إلى انتكاسات متعددة.

ولا يبدو مربي المواشي رياض خطاب أفضل حالا عن سابقه، إذ لا يخفي هو الآخر اعتماده هذا العام على تسويق ما لديه من لحوم أضاح لصالح المؤسسات الخيرية في ضوء تراجع إقبال المواطنين على الشراء بفعل ظروفهم.

أسواق
التحديثات الحية

ويقول خطاب لـ "العربي الجديد" إن حالة الضعف هذا العام دفعته للاعتماد على ما لديه في مزرعته من الخراف التي يقوم بتربيتها لديه وعدم استيراد كميات إضافية حتى لا يتعرض لخسائر مالية كبيرة في ضوء تراجع الإقبال.

ويؤكد الناطق باسم وزارة الزراعة بغزة المهندس أدهم البسيوني أن إجمالي الكميات المتوفرة في الأسواق حالياً هو 12 ألف رأس من العجول و30 ألف رأس من الأغنام وهي كميات تتوافق مع احتياجات القطاع.

ويشير البسيوني في حديث لـ "العربي الجديد" إلى أن وزارته راعت عند إدخالها لهذه الكميات الظروف المعيشية للسكان وعدم قدرة الكثيرين منهم على ذبح الأضاحي.

المساهمون