وبحسب "هآرتس"، فإنّ هذه الشهادة تأتي ضمن عمل للباحث الإسرائيلي أفنير كوهين الذي سبق له أن وضع كتاباً تحت عنوان "إسرائيل والقنبلة الذرية" حول هذا الموضوع. ووفقاً لشهادة غيسلر، فقد سادت إسرائيل، في ذلك الوقت، مخاوف من نزاع داخلي حول من يسيطر على السلاح النووي، وهل يكون خاضعاً للجيش ووزارة الأمن أم للمستوى السياسي.
ويسرد غيسلر، في شهادته المذكورة، محاولة من موشيه ديان بعد تعيينه وزيراً للأمن، في 2 يونيو/ حزيران، السيطرة على السلاح النووي لجهة تفجير قنبلة نووية في صحراء سيناء لردع مصر، في ظل تهديدات الرئيس المصري جمال عبد الناصر، في الأسابيع التي سبقت اندلاع الحرب.
وأورد غيسلر الذي يعيش حالياً في الولايات المتحدة، أنّه خدم منذ العام 1963 في مفاعل "ديمونا" السري، وأنّه كان مسؤولاً عن فحص ومراقبة مستوى ودرجات الإشعاع الذري، ضمن خدمته العسكرية في وحدة سرية للغاية، وكان واصل عمله هناك بعد إنهاء خدمته العسكرية.
Twitter Post
|
ووفقاً لروايته، فقد تم استدعاؤه للاحتياط، قبل أيام من اندلاع الحرب، وعُهد إليه تأمين وحراسة موقع سري للغاية في بلدة غديرا، لتأمين قنبلة ذرية تم وضعها في الموقع السري الذي أُحيط بكل أنواع الحراسة والحماية، وتم تعيينه قائداً على عشرات جنود حرس الحدود لهذه الغاية، من قبل مدير اللجنة الإسرائيلية للطاقة الذرية آنذاك يسرائيل دوستروفسكي.
وتم نقل القنبلة الذرية للمقر الأمني السري الذي ظهر وكأنّه مركز شرطي عادي، لكنّه كان يبدو كالحصن، وكان على غيسلر أن يتأكد من مستوى درجات الإشعاع، وهكذا عرف أنّ ما تم وضعه للحراسة هو قنبلة ذرية حقيقية، وقد تمّ إبلاغه بوجود قنبلتين وضعتا في موقعين مختلفين، وضرورة تأمين الموقع والتأكد من عدم حدوث تسرّب إشعاعي.
ووفقاً لهذه الرواية فقد فوجئ غيسلر بمحاولة من رئيس وحدة الأبحاث في الجيش يتسحاق يعقوف، السيطرة على القنبلة ونقلها من الموقع السري، لكنه رفض ذلك وهدد باعتراض محاولة يعقوف بإطلاق النار إذا حاول اختراق الموقع، وقد تم حل النزاع لاحقاً بالاتفاق على أنّ يقوم الطرفان بحماية القنبلة وتأمينها، وإن كان غيسلر لم يخفِ في شهادته لكوهين اعتقاده بأنّ القيادة العسكرية للجيش حاولت سرقة القنبلة والسيطرة عليها كجزء من صراع القوى الذي ساد في إسرائيل في تلك الفترة، بين رئيس الحكومة ليفي أشكول، ووزير الأمن موشيه ديان.
ولفتت "هآرتس"، إلى أنّ غيسلر كان تطرّق لهذه القضية بالذات، في كتاب كان نشره عام 2017 في الولايات المتحدة تحت اسم مستعار، وكان ذلك بالتوازي مع نشر المؤرخ الإسرائيلي آدم راز مقالاً عن الكتاب تحت عنوان "ديان حاول تنفيذ انقلاب عسكري والسيطرة على السلاح الذري".
في المقابل، قالت الصحيفة إنّ يعقوف الذي بلغ في خدمته العسكرية درجة عقيد، وقبل أن يصير إلى التقاعد، أعطى رواية كاملة من طرفه للباحث كوهين، عام 1999 نشرت فقط عام 2017، بعد أربع سنوات من موته، وفيها يشهد بأنّ جهات رسمية إسرائيلية خططت لتفجير قنبلة ذرية فوق صحراء سيناء لردع الدول العربية من شنّ حرب على إسرائيل.