"ذا تايمز": كيف تتعامل أنظمة آسيا الوسطى مع "داعش"؟

"ذا تايمز" عن "الجهاديين" في آسيا الوسطى: الأنظمة تنسبهم للمعارضة والغرب يدعمُها

03 اغسطس 2018
"ذا تايمز": التطرف الإسلامي منتشرٌ بآسيا الوسطى وروسيا(Getty)
+ الخط -

نشرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، اليوم الجمعة، تقريراً حول التطرف الجهادي الموجود في دول آسيا الوسطى، ركزت فيه على طريقة تعامل دكتاتوريات المنطقة مع نفوذ تنظيم "داعش" في دولها.

وتطرقت "ذا تايمز" إلى الاعتداء الإرهابي الذي وقع في طاجيكستان الأسبوع الماضي، والذي ذهب ضحيته سبعة من الدرّاجين الغربيين، دهساً بسيارة أثناء تسلقهم الجبال، ليقوم بعدها المعتدون بقتل السياح الأجانب السبعة بالسكاكين، ثمّ الفرار. وكان من بين القتلى زوجان أميركيان ومواطن سويسري وآخر هولندي.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى التشابه في طبيعة الاعتداء بين ما حصل في الدولة السوفييتية السابقة، وبين الاعتداءات التي شهدتها العاصمة البريطانية لندن، والتي تبناها "داعش"، من حيث إنها بدأت بمحاولة دهس، لتلحقها محاولة قتل بالسكاكين.

وتبنى تنظيم "داعش" عملية طاجيكستان في تسجيل مصور أظهر خمسة أشخاص قال إنهم المنفذون للاعتداء، وكانوا يجلسون على سفح جبل، وخلفهم راية التنظيم، وأقسموا البيعة لأبي بكر البغدادي.

لكن السلطات الطاجيكية تنفي وجود التنظيم الإرهابي داخل أراضيها، وهي تلقي باللوم على "حزب النهضة الإسلامية" الطاجيكي، الذي حظره الدكتاتور الطاجيكي إمام علي رحمن عام 2015. وكشفت السلطات الطاجيكية أن "زعيم الخلية الإرهابية حسين أبوصمدوف (33 عاماً) قد اعترف بتلقيه تدريباً في إيران، حيث التقى أيضاً بنصيرخدا أوباييف، المطلوب للسلطات الطاجيكية، والمتهم بإعطاء الأوامر لتنفيذ الاعتداء".

وعلى الرغم من تجنب السلطات الطاجيكية الإشارة إلى مسؤولية "داعش"، ولكنها سعت بعد تبني التنظيم الإرهابي للاعتداء، إلى الربط بينه وبين "النهضة الإسلامية"، عن طريق القول إن شقيق أبوصمدوف كان عضواً في "الحركة الإسلامية الأوزبكية" التي أعلنت البيعة لـ"داعش" عام 2015.


لكن الصحيفة البريطانية رأت أنه "بصرف النظر عن الرواية الرسمية الطاجيكية، فإن التطرف الإسلامي منتشرٌ إلى حدٍّ ما في دول آسيا الوسطى، وأيضاً بين أفراد جاليات هذه الدول في روسيا". وأشارت "ذا تايمز"إلى انتماء الآلاف من مواطني هذه الدول إلى التنظيم، على رأسهم غول مراد حليموف، الضابط السابق في الشرطة الطاجيكية، والذي أصبح وزير الحرب لدى "داعش".

كما نشرت "ذا تايمز" بعض الأرقام عن أعداد المنتسبين إلى "داعش" من دول آسيا الوسطى: 1300 من طاجيكستان، 1500 من أوزبكستان، 400 من تركمانستان، 500 من قيرغيزستان، 500 من كازاخستان، متجنبةً الإسهاب في الحديث عن أسباب انتشار التطرف في هذه الدول.

وفي هذا الإطار، رأت الصحيفة البريطانية أن الأنظمة الدكتاتورية في تلك المنطقة، وطاجيكستان مثالٌ لها، تستغل تهمة الإرهاب للصقها بالمعارضة السياسية ضدها، ما يؤدي إلى دفع الآلاف من المتعاطفين مع الأحزاب المعارضة إلى الخروج من دائرة النشاط السياسي، وربما اللجوء إلى التطرف، نظراً لعدم توفر قنوات سلمية للتحرك المعارض.

وأشارت الصحيفة إلى الدور الغربي في الموضوع، حيث إن الولايات المتحدة تعد حليفاً لهذه الدول، وهي كانت قد نشرت قواتها في طاجيكستان خلال مناسبات عدة لتدريب قوات هذا البلد على التعامل مع المتطرفين من أفغانستان المجاورة. ورأت "ذا تايمز" أن هذه المقاربة الحكومية الطاجيكية للمعارضة السياسية، والمدعومة بشكل غير مباشر من الغرب نظراً للتعاون الأمني،  تؤثر بطريقة عكسية على محاربة التطرف في المنطقة.

دلالات