"جّدة سايكليست": هذه ليست لعبة

تبنّى ثلاثة أشخاص من هواة رياضة الدراجات الهوائية بمدينة جدة، فكرة إنشاء فريق تطوّعي يهتم برياضة الدراجات الهوائية عام 2012. لم يحضر في أوّل اجتماع سوى ستة أشخاص، واليوم بعد أربع سنوات، عدد المنضمين إلى فريق "جدة سايكلست" يتجاوز تسعمائة درّاج، خيارهم الأوّل هذا النوع من الرياضات.

فريق "جدة سايكلست"، هو لمجموعة من هوّاة رياضة الدراجة الهوائية، والذين يعرِّفون أنفسهم بأنهم فريق تطوّعي توعوي غير ربحي، يعمل على نشاطات تستهدف توعية المجتمع بأهمّية الرياضة عمومًا ورياضة الدراجات الهوائية تحديدًا، في الحفظ على اللياقة البدينة للمجتمع.

يعمل الفريق ضمن تحالفات رياضية لها الهدف ذاته، على مستوى المملكة والخليج العربي والعالم، كما شارك مؤخرًا في بطولة العالم للدراجات 2016 في قطر، إلى جانب نيله عدة جوائز كان آخرها تكريم تقدمت به اللجنة الأولمبية السعودية للفريق ضمن حملة لدعم الفرق الرياضية التوعوية.

صباح كل يوم جمعة، هو موعد ثابت ينتظره فريق "جدة سايكلست" لممارسة هوايتهم، يتوجّه الجميع إلى موقع الانطلاق، حيث يبدأ التمرين بالسير على طول كيلومترات طويلة قبل التوقّف للاستراحة وتناول وجبة الإفطار وممارسة نشاطات جانبية، لاحقًا أصبح لدى الفريق جدول شهري ثابت يتوسّع معه النشاط ليشمل بعض أيّام الأسبوع.

يتطرّق الدرّاج محمد باسليمان في حديث إلى "جيل"، إلى مساهمات الفريق التطوّعية، ومساهمته في انتشار هذه الرياضة، ويؤكد أن الفريق قام بصرف كل الإيرادات من جوائز ومنح، في مشاريع خدماتية، مثل خدمة الدراجات المؤجّرة، مضيفًا أن الإقبال على الفريق تجاوز حدود المتوقَّع، حيث يحظى بمتابعة عدد كبير من المهتمين؛ الأمر الذي دفع أعضاء الفريق منذ البداية لوضع الخطط والاستراتيجيات والهياكل التنظيمية التي تستوعب الأعداد الكبيرة من محبّي هذه الرياضة.

عدم استيعاب المجتمع لفكرة ركوب الدرّاجات على سبيل ممارسة الرياضة، أو وسيلة نقل وتنزّه، واعتبارها مجرّد لعبة، كان عائقًا أمام الفريق الذي سعى للتغلّب على ذلك عبر التركيز على أهمية ممارسة الرياضة بطريقة سهلة، وإنشاء مواقف عمومية في الحدائق العامة والأسواق والكورنيش وأماكن العمل، بحيث يمكن للدرَّاج أن يمارس يومياته، من دون مضايقات مرورية أو مشاكل الازدحام.

شارك الفريق في عدّة مسابقات رياضية، وحاز المركز الأوّل على مستوى المملكة في فئة رياضة الدرّاجات، وشارك أيضًا في مناسبات تثقيفية حول الرياضة والصحّة، مثل المركز الطبّي الدولي، وجامعة الملك عبد العزيز في جدّة، وجامعة أم القرى في مكة، إلى جانب مشاركات ونشاطات توعوية أخرى على مستوى المملكة.

يهدف فريق "جدة سايكلست" لرياضة الدراجات الهوائية، إلى الوصول إلى الأسر، ويثق أعضاء الفريق بأن هذه الرياضة ستعمل على تغيير نسق الحياة في المجتمع، وتنقله إلى طور أكثر حيوية، وصولًا إلى مجتمع رياضي وأكثر صحّة ولياقة.