"تبيُّن" و"عمران": المجتمعات العربية وعقدة الأخوّة

"تبيُّن" و"عمران": المجتمعات العربية وعقدة الأخوّة

15 ديسمبر 2014
+ الخط -

دراسات وأبحاث لافتة يضمها عددا خريف 2014 من فصليتيْ "تبيّن" (للدراسات الفكرية والثقافية) و"عُمران" (للدراسات الاجتماعية والإنسانية) الصادرتين عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات".

في "تبيُّن" نقرأ منها "جان جاك روسو و"الاعتراف": تمهيد في مشروعية دراسته فلسفياً وعربياً"، يطرح فيها الباحث حسام الدين درويش أسئلته حول مشروعية دراسة فلسفة روسو في إطار "نظرية الاعتراف"، وما مدى مشروعية القول إن هذه النظرية عند روسو هي النظرية الرائدة في تاريخ فلسفة الاعتراف. وتناقش الدراسة مدى حضور هذه الفلسفة في الفكر العربي الحديث والمعاصر.

وتستوقفنا دراسة "قراءة نفسانية في قصة النبي يوسف: عقدة الأخوة أولى من عقدة أوديب" لحسن المودن، التي يسائل الباحث فيها الدراسات النفسية في النقد العربي الحديث التي تسعى إلى تطبيق عقد نفسانية جاهزة على النصوص وأصحابها. في حين أن العقد التي درسها فرويد - وفقاً للباحث - هي عقد استوحاها من النصوص الأدبية والأسطورية. فالأَولى تطبيق للنص الأدبي (أو الديني) على التحليل النفسي. واتّخذ المودن قصة النبي يوسف في القرآن الكريم مثالاً تطبيقياً، في محاولة لإخراج النقد النفسي من كونه مجرد تمرين تتكرر مفاهيمه الجاهزة.

ومن الدراسات الأخرى التي جاءت في هذا العدد من "تبيُّن": "مفهوم الحرية في الفكر الإسلام المعاصر" لمحمد المساوي، و"إشكالية الحتمية والحرية في التاريخ من منظور إرنست كاسيرر" لفؤاد مخوخ.  وفي دراسة لعبد المجيد نوسي تحت عنوان "الخطاب السياسي: من الممكن إلى الفعل - مقاربة سيميائية"، يتخذ الباحث من إعلان الجزائر(1988)، الذي يؤسس لاستقلال دولة فلسطين، نموذجاً يطبق عليه منهج "سيميائية الخطاب"، متوقفاً عند الذات الفاعلة التي تنتج الخطاب المُساهم في تشكيل أفق الذوات المتلقية.

في باب "من المكتبة"، نقرأ مقالاً فلسفياً للروائي الإيطالي أمبرتو إيكو حول "فوائد الموت ومنغصاته"، ترجمه إلى العربية وائل علي. وفي "مناقشات ومراجعات" نقرأ مقالات لكل من: عبد النبي هماني، وشمس الدين الكيلاني، وريشار جاكمون، وامحمد الملاخ والنور حمد.

أمّا في عدد "عُمران"، فنلتفت إلى دراسة بعنوان "دلالات تأثير تهميش التماسك الاجتماعي في المدارس الثانوية في اتجاهات التلامذة السياسية والاجتماعية والمدنية في لبنان" لمها شعيب، وهي دراسة ميدانية، طبقتها الباحثة على 24 مدرسة ثانوية، ورصدت فيها الممارسات المتبعة في هذه المدارس بخصوص تعزيز التماسك الاجتماعي، وانعكاسات هذه الممارسات على توجهات الطلبة السياسية والطائفية والاجتماعية.

فيما يحاول الباحث هشام خباش تقديم رؤية واضحة عن مدى استعداد الإسلاميين المغاربة لتغيير مواقفهم من الدولة المدنية في حال وضعهم في حالة إحراج معرفي، وذلك في دراسته الموسومة بـ"الثابت والمتحول في مواقف الإسلاميين المغاربة من الدولة المدنية: نموذج العدل والإحسان والعدالة والتنمية".

ويضم العدد دراسات أخرى، نذكر منها "محاولة لقراءة المجتمع السوري - ثلاثون سنة بعد ميشيل سورا - نقد وتحليل الخطاب الطائفي" للباحثين جيروم موكورنت وأكرم كشي، و"خطاب الأقليات الدينية الشفوي والعيش المشترك في الإيالة التونسية العثمانية" لمحمد المريمي، و"المنظومات التربوية العربية بين مظاهر الأزمة وتحديات المستقبل" لرشيد جرموني، إلى جانب دراسة بعنوان "سياسات التنمية الريفية والزراعية في مصر: مساراتها التاريخية وآثارها في الفلاحين" للباحث صقر النور.

في باب الترجمة، نقرأ مقالاً مطولاً لمارتن توماس حول "الدول الاستعمارية بوصفها دولاً استخبارية: حفظ الأمن وحدود الحكم الاستعماري في الأراضي الإسلامية الخاضعة لفرنسا بين عامي 1920 و1940".

ونجد في باب المناقشات دراسة حول الدولة التونسية بعنوان "من الدولة ما بعد الاستعمارية إلى دولة الرعاية الاجتماعية المستقلة الديمقراطية العادلة؟ المفاوضة التاريخية الاجتماعية لمآلات التغيير في تونس". كما نقرأ مراجعات لعدد من الكتب عرضها كل من إنعام شرف، وأحمد محمد سالم، وزياد منى.

في حين اشترك ساري وأنسي حنفي في تقديم مراجعة لافتة بعنوان "الناس العاديون والسياسة" لكتاب آصف بيات الذي يحمل اسم "الحياة كسياسة: كيف يغير أناس عاديون الشرق الأوسط"، والذي يعده المراجعان عملاً تنبؤياً بالثورات الاجتماعية العفوية، التي تفتقر للقيادة، كونه نشر قبل انتفاضات الربيع العربي بسنوات.

المساهمون