"الغابة المتحجرة" في مصر تقاوم الزحف العمراني

محمية "الغابة المتحجرة" المصرية... أشجار ونباتات وبقايا حيوانات نادرة تقاوم الزحف العمراني

26 مايو 2018
المحمية تتعرض للإهمال (فيسبوك)
+ الخط -
قفزت محمية "الغابة المتحجرة" إلى الواجهة في مصر بعد ما أثير حولها مؤخراً من أقاويل، فقد طاولت الاتهامات أجهزة الدولة بإهدار القيمة الجيولوجية العظيمة لهذه المحمية الطبيعية، باقتطاع أجزاء منها لصالح مشاريع إسكان استثمارية.

كما أن الإهمال الواضح الذي توّج بانهيار جزء من سور المحمية يزيد عن 45 متراً أثناء سيول القاهرة الأخيرة لم يُواجه بالإجراء اللازم بحجة عدم توافر ميزانية لبناء ما تهدم وترميم ما تشقق، وهو ما أثار المخاوف البيئية بشأن تسرب عشرات الأنواع من الحيوانات والحشرات والزواحف السامة والمسالمة، وبعضها من الكائنات النادرة.

تقع "الغابة المتحجرة" في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، وتبلغ مساحتها 7 كيلومترات مربعة، وهي هضبة تكاد تكون مستوية بها بعض الجروف والتلال، يغطي أجزاءها جبل الخشب التابع لعصر الأوليجوسين والذي يبلغ عمره 23 – 35 مليون سنة. وتوصف بأنها أثرٌ جيولوجي لا يوجد له مثيل في العالم من حيث الاتساع والكمال والتنوع، لذا تم إعلان المنطقة محمية طبيعية سنة 1989.

وأطلق عليها الغابة المتحجرة لأنها غنية جداً ببقايا وجذوع وسيقان الأشجار الضخمة المتحجرة التى تأخذ أشكال قطع صخرية ذات مقاطع أسطوانية متنوعة الأحجام، تتجمع مع بعضها على شكل غابة متحجرة. وتساعد دراسة الخشب المتحجر فيها على دراسة وتسجيل الحياة القديمة للأرض. ويفترض العلماء أن ثورات بركانية قد اقتلعت هذه الأشجار من أماكنها وردمتها لتقبع تحت الرواسب البركانية، حيث تحجرت ببطء شديد خلال ملايين السنين.

وتضم الغابة بين جدرانها أيضاً تشكيلاً نادراً من الحياة الطبيعية لمجموعات من الزواحف والحشرات والحيوانات بين ثنايا كثبان رمالها الناعمة وصخورها المنتظمة، مثل ثعبان "الطريشة" ويطلق عليه أيضاً "الدفان"، وسحلية "قاضي الجبل"، وبالغابة 15 ألف نوع و35 شعبة من الرخويات.

أما النباتات النادرة، فهي تزيد داخل الغابة المتحجرة عن 120 نوعاً، بعضها يستخلص منه الأدوية مثل "نرجس الجبل" وزهور "النرجس الأبيض". وتعد شجرة "العُشَر" ذات اللون البنفسجي أكثر النباتات انتشاراً داخل المحمية. وقد اكتشف علماء النبات آثاراً لحوالي 150 فصيلة من فصائل النباتات التي تؤكد أن هذه المنطقة كانت في يوم من الأيام منطقة استوائية غنية بالحياة النباتية والحيوانية الغريبة.

وفي 2015، اكتشف باحثون بالمحمية بقايا سمك قرش تعود لملايين السنين، قبل انحسار البحر المتوسط عن شمال أفريقيا، إضافة إلى حفريات أخرى لم يتم التعرف عليها بعد، ربما تكون لحيوانات منقرضة كالديناصورات. كما اكتشفوا حيوانات زاحفة غريبة عاشت قديماً تشبه حيوان الأرمادلو.

المساهمون