"الشوكولاتة".. ضيافة العيد الرئيسية في منازل الفلسطينيين

"الشوكولاتة".. ضيافة العيد الرئيسية في منازل الفلسطينيين

23 سبتمبر 2015
الشوكولاتة الفاخرة للطبقة الغنية(الأناضول)
+ الخط -
في أحد أكبر متاجر قطاع غزة لبيع أنواع الشوكولاتة المستوردة والفاخرة، تنتقي الفلسطينية رندة ناجي، قطعًا مختلفة الأشكال والألوان من الشوكولاتة التي اصطفت داخل صناديق، بشكل ملفت وجذّاب، استعدادًا لتقديمها لضيوفها خلال أيام العيد.

وتقول ناجي (38 عامًا)، لوكالة الأناضول، إنها لم تتخلّف مطلقًا منذ سنوات عن شراء الشوكولاتة قبل حلول الأعياد، فهي تعتبرها ضيافة أساسية تميّز العيد عن باقي المناسبات، ويجب أن تكون حاضرة على مائدة استقبال المهنئين.


وأضافت بعد أن قامت بتعبئة كيس من أحد أنواع الشوكولاتة الألمانية: "تقديم الشوكولاتة للضيوف، عادة ارتبطت بالأعياد لدى الفلسطينيين، ولا أستطيع تخيّل قدوم مناسبة كهذه دون أن أشتري هذه الحلوى".

وتعتبر الشوكولاتة الضيافة الرئيسية في بيوت الفلسطينيين خلال أيام الأعياد، حيث يقدمونها مع القهوة المرّة، ولا يكاد يخلو منزل في قطاع غزة من "شوكولاتة العيد"، كما يطلق عليها الفلسطينيون.
ولأنه يرغب في إدخال البهجة إلى قلوب صغاره، اصطحب أنور زين الدين أبنائه إلى السوق لشراء "شوكولاتة العيد". وقال زين الدين، لوكالة الأناضول: "إن شراء الشوكولاتة في العيد يدخل البهجة إلى قلوب الصغار. أعتقد أنها فرحة العيد بالنسبة لهم، مع الملابس الجديدة أيضًا".
وأضاف: "السوق مليء بأنواع مستوردة من الشوكولاتة، وذات جودة عالية، وما يشجعني على شرائها، رغم ارتفاع أسعارها، أن العيد ساهم في خفض أسعارها". وتسبب التنافس بين المتاجر على جذب الزبائن، في حدوث مضاربات في الأسعار بين المتاجر. 


ومنذ نحو ثلاثة أشهر، عكفت منال أبو حمدة (45 عامًا)، على ادخار بعض النقود لشراء نوع فاخر من الشوكولاتة. وتقول لوكالة الأناضول إن احترامها لضيوفها يُترجم من خلال تقديم أنواع فاخرة وجيدة، وأنها لا تفضّل شراء الأنواع زهيدة الأثمان، كي تحظى برضى زوارها في العيد.
وتضيف: "مهما كانت أوضاعنا المعيشية سيئة، يجب أن أشتري شوكولاتة جيدة، وعدم تقديمها، من وجهة نظري، أعتبره شيئًا سلبيًا في حق نفسي وعائلتي". وتراوح أسعار الشوكولاتة الفاخرة ما بين (13 ـ 46 دولارا أميركيا)، فيما تراوح قيمة الأنواع المحلية والمستوردة الزهيدة بين (2.5 ـ 8 دولارات).

ولم يستطع معتز أبو غبن شراء نوع فاخر من الشوكولاتة لأطفاله، رغم طلبهم ذلك منه عدّة مرات، وفق قوله. ويتابع أبو غبن (32 عامًا)، الذي يعمل بائعًا متجولا للمثلجات: "اشتريت نوعًا رخيصًا. أريد ان أدخل الفرحة إلى قلوب أبنائي، فأنا أيضًا لم أشترِ كافة ثياب العيد لهم". وأشار أبو غبن إلى أنه لم يستطع شراء مستلزمات "كعك العيد" لزوجته، وهذا دفعه لابتياع الشوكولاتة، حتى وإن كانت رخيصة الثمن، وليست ذات طعم جيّد.

واعتاد الفلسطينيون صناعة الكعك بكافة أشكاله وأحجامه مع اقتراب العيد، ويعد الكعك من الحلوى الرئيسة أيضًا التي تزيّن موائد استقبال الضيوف.

ويقول عماد الباز، وكيل وزارة الاقتصاد الفلسطينية في قطاع غزة، إن "قطاع غزة يستورد عشرات الأطنان من الشوكولاتة خلال مواسم الأعياد، رغم استمرار الحصار والفقر". وأضاف في حديث مع مراسلة الأناضول: "لم ترصد الوزارة بعد كمية الاستيراد والاستهلاك لأنواع الشوكولاتة المحلية والمستوردة، لكنها تقدّر بمئات الأطنان، فهي عادة لا تكاد يتركها أي فلسطيني".
وأشار الباز إلى أن الإقبال على الشوكولاتة الفاخرة يقتصر على الطبقة الغنية في معظم الأوقات، وهي فئة محدودة في قطاع غزة، أما الشوكولاتة ذات الأسعار المنخفضة فيقبل عليها الفقراء ومعظم الغزّيين، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها.

دلالات

المساهمون