"الدواء المعجزة" لمرضى السكري بالجزائر... حِلم وتبخّر

"الدواء المعجزة" لمرضى السكري بالجزائر... حِلم وتبخّر

14 ديسمبر 2016
لم يكن الدواء بديلا عن حقن الأنسولين(Getty)
+ الخط -

تبخّر الحلم سريعاً وخابت آمال أربعة ملايين جزائري من مرضى السكري، عقب قرار وزارة الصحة الجزائرية بسحب المكمل الغذائي المعروف بالاسم التسويقي "رحمة ربي" أو "RHB"، من الصيدليات، خوفاً من المضاعفات التي أحدثها للعشرات من المرضى عقب تناوله.

لم ينته الجدل في الجزائر حول هذا المنتج الصيدلاني، إذ ما زال يمثل أبرز اهتمامات الجزائريين على صفحات التواصل الاجتماعي " فيسبوك " بين مستغرب من المستجدات التي طرأت على القصة بعد نفي جامعة جنيف أن يكون مخترع المنتج الدوائي ممن درسوا بها، وبين مدافع عن "الدواء المعجزة" بمبرر فعاليته، وتحسن الحالة الصحية لمرضى السكري بعد تناولهم له.

لكن  الخيبة الكبيرة هي تلك التي تحاصر المرضى الذين عاشوا لفترة قصيرة لا تتعدى الأسابيع على أمل أن يكون المنتج الدوائي الجديد مخلصاً لهم من المرض وحقن الأنسولين.

غضب المرضى عبر عنه رئيس جمعية مرضى السكري في العاصمة الجزائرية، فيصل أوحدة، الذي انتقد ما وصفه بالتلاعب بالمرضى، وطالب بفتح تحقيق معمق حول ما عرف بـ"قضية المكمل الغذائي"، ومعاقبة كل الأطراف التي روّجت له دون احترام القواعد المعمول بها في تسويق منتجات ذات طابع صيدلاني، أو دواء يفترض أن يتطلب موافقة المنظمة العالمية للصحة والفيدرالية العالمية لمرضى السكري إلى جانب تجارب طبية.

وأشار إلى أن "مضاعفات خطيرة تعرّض لها عديد المرضى بسبب تغليطهم من قبل بعض وسائل الإعلام التي ضخمت الأمور وجعلت من هذا المكمّل الذي نجهل مكوناته دواء معجزة"، وذهبت بعض الانتقادات إلى وصف هذه العملية بأنها "دعاية مجانية" على حساب المرضى.



وفي هذا الإطار، ذكرت الإعلامية فاطمة رحماني في تعليقها على هذا اللغط الإعلامي، بأن الصحافة من واجبها الاستقصاء والحياد والتأكد من كل ما يقال، أو أي تصريح قبل النشر والبث للجمهور و"الشعب المسكين"، على حد تعبيرها. وأضافت أنها "من عائلة كلها مصابة بداء السكري وترفض أن يتلاعب الإعلام بمشاعرهم وأحلامهم في العلاج، بل وبكت من أجل كل مريض".

ليست وسائل الإعلام وحدها من كانت في فوهة انتقادات مرضى السكري، لكن جمعية المرضى صبّت جام غضبها على وزارة الصحة التي سمحت بتسويق المنتج.

وتساءل رئيس الجمعية أوحدة "أين كانت هذه الوزارة حينما تم تسويق هذا المكمل الغذائي على أنه دواء شاف وتهافت الناس على اقتنائه؟ وكيف يسمح بالتلاعب ويتناقض مخترعه بين القول إنه دواء يقضي على السكري ليتراجع بعد 10 أيام ويوضح أنه يقضي فقط على مضاعفات السكري، وإنه مكمل غذائي فقط"؟

وتعلق الآلاف من الجزائريين بـ"قشّة العلاج" بدواء تحول لاحقاً إلى مجرد مكمل غذائي، قبل أن تنطفئ جذوة الأمل بعد قرار سحبه نهائياً من الأسواق، في انتظار ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.



 

 

المساهمون