"أطلس ماياكوفسكي": أرشيف للشاعر الروسي

"أطلس ماياكوفسكي": أرشيف للشاعر الروسي

27 اغسطس 2020
(فلاديمير ماياكوفسكي)
+ الخط -

في كانون الثاني/ يناير 2019، اختتم المخرج الروسي ألكسندر شين ورشة عمل أنتجت مشروعه "أطلس ماياكوفسكي"، وهو عمل تركيبي انبثقت فكرته منذ عشر سنوات، ويتمّ تنفيذه بالتعاون مع "غاليري تريتياكوف" و"متحف فلاديمير ماياكوفسكي".

يشارك في المشروع عدد من الفنانين المعاصرين الروس مثل فيتالي كومار وجوزيف كوسوث وليونيد سكوف وبريوس غرويوس وغيرهم، بهدف إنشاء أرشيف تفاعلي للشاعر الروسي (1893-1930) يجمع المواد والمتعلّقات الشخصية بأغراض وأشياء تضيء على أفكاره الاجتماعية، في إطار سلسلة تؤرشف أيضاً الشاعر ألكسندر بوشكين (1799 - 1837) والفنان تيمور نوفيكوف (1958-2002).

الصورة
(غرفة متخيّلة للشاعر، من المعرض)
(غرفة متخيّلة للشاعر، من المعرض)

حتى الثلاثين من الشهر المقبل، يتواصل معرض "أطلس ماياكوفسكي" في "غاليري تريتياكوف" بموسكو والذي افتتح في الأول من الشهر الجاري، ضمن رؤية تضيء على الفترة التي عاشها صاحب "غيمة في بنطلون" والتي شهدت اضطرابات سياسية لا تنفصل أشعاره عنها.

يضيء الأرشيف على تعاون الشاعر مع فنانين طليعيين منهم ألكسندر رودشينكو، أحد روّاد المدرسة البنائية، حيث صمّم معه العديد من الملصقات الدعائية ركّزت على المسيرات والمظاهرات الشعبية والأحداث الرياضية،مستندة إلى الحركة والحياة العادية الواقعية.

كما يبحث في العلاقة المعقّدة التي نشأت بين ماياكوفسكي والكاتبة والممثلة ليليا بريك، ملهمته الأولى التي كرّس لها العديد من القصائد، والتي عبّرت هي أيضاً في نصوصها عن حبها للشاعر الثوري وعدم تخلّيها عن زوجها أوسيب بريك في تحدّ للأعراف والتقاليد الاجتماعية.

الصورة
(استوديو افتراضي لماياكوفسكي)
(استوديو افتراضي لماياكوفسكي)

ويوضّح الأرشيف كيف أن سلسلة الإخفاقات المهنية والخاصة أغرقت ماياكوفسكي في يأس عميق، وقد تحاشى عدد من الشخصيات الثقافية ورجال الدولة البارزين تجنّب حضور الاحتفالات التي تقام لأشعاره المطبوعة، كما فشلت العديد من العلاقات الرومانسية في الوقت نفسه، ما قد يفسّر أسباب انتحاره.

يضمّ المشروع مجموعة من القطع تمّ ترتيبها بما يتناسب مع رؤية شين، ومنها مواد مطبوعة وعناصر الأثاث من ملكية الشاعر، وقطع الموسيقى التي كان يستمع إليها، وصور من عصره جميعها تساهم في خلق مساحة معيشية فوضوية كالتي عاشها حتى رحيله، حيث يوجد في منتصف القاعة بيانو ضخم فوقه أكوام من الصحف، ويقع سريره في الزاوية، وتم تزيين الجدران ذات ورق الحائط المتقشر بصور مختلفة بما في ذلك صورة لينين، كما توجد أريكة بجانب النافذة يمكن للزوار الجلوس عليها وتصفح المجلات مثل "إسكوستوفو كينو" و"أبيرتو" اللتين صدرتا بعد الثورة البلشفية.

وتحتوي إحدى القاعات عناصر مختلفة شكّلت حياة الشاعر اليومية حيث مجلدات شعره  ومنها كتيب برتقالي يضمّ قصيدته الشهيرة "غيمة في بنطلون" مع تماثيل نصفية لبوشكين ودوستويفسكي وتولستوي، وإناء كبير مطلي بدقة، وبعض أكواب ماتريوشكا صفراء.

ويعيد الفيلم الذي اخرجه شين تمثيل مشاهد من حياة ماياكوفسكي وعاداته ومنها وسواسه القهري حيث كان يغسل يديه لأكثر من أربع دقائق ويعيد غسلها عدّة مرات، وحساسيته العالية في التعامل مع الاضطرابات السياسية في زمنه، وطبيعة علاقاته الاجتماعية، ما يدحض كثيراً من الصور المغلوطة حوله. 

المساهمون