رحّلت السلطات الليبية، 25 طفلاً مصرياً ينتمون إلى قرية واحدة بمحافظة الشرقية، وتتراوح أعمارهم ما بين 11 و17 عاماً، إثر ضبطهم ضمن مئات من المهاجرين غير النظاميين في مخزن إيواء بمدينة طبرق الساحلية، إذ كانوا يعتزمون السفر إلى إيطاليا.
وسط أزمة اقتصادية حادة وآفاق مستقبلية قاتمة، يرى عدد متزايد من المصريين الشباب طريق الهجرة غير النظامية إلى أوروبا خياراً لهم، فيخاطرون بحياتهم في عرض البحر على متن قوارب الموت.
قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إنّ المهرّبين مسؤولون عن غرق قارب مهاجرين قبالة اليونان أخيراً، مشدّداً على أنّه "من غير العادل" توجيه أصابع الاتهام إلى خفر السواحل اليوناني.
تمكن المغرب من تفكيك 1500 شبكة تنشط في الاتجار بالمهاجرين، وإجهاض حوالي 366 ألف محاولة للهجرة غير النظامية نحو أوروبا خلال الخمس سنوات الأخيرة، وفق ما أعلنت عنه وزارة الداخلية، اليوم السبت.
ومن قبل ذاك النبأ ومن بعده، ظلت تتوالى أنباء الزوارق الانتحارية التي تحاول الإفلات من مصيدة العيش الذليل في منطقة تعاني منذ عشرات السنين من انسداد أفق العيش الكريم.
بالتزامن مع غرق قارب مهاجرين قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز، في جنوب غرب اليونان، حاصداً أرواح 79 شخصاً على الأقل؛ غرقت مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار كاذبة تناولت الفاجعة.
لطالما وقع المصريون ضحايا سياسات داخلية وخارجية فاشلة، لم يشاركوا يوما في صناعتها، سوى بالصمت أو الرحيل، لأنه الخيار المبقي للحياة في ظل الديكتاتورية العسكرية، ولكن حتى الصمت أو الهرب أصبحا خيارا انتحاريا، وإن فضّله بعضهم على البقاء في المحروسة.
قبل أن يصعد الباكستاني محمد عكاش البالغ 21 عاماً إلى سفينة صيد متهالكة في ليبيا أملاً في أن تنقله إلى أوروبا حيث قد ينتظره مستقبل أكثر إشراقاً، أجرى اتصالاً بعائلته كان الأخير قبل أن يلقى حتفه في البحر.
نكأت مشاهد آلاف المصريين المرحّلين قسراً من الشرق الليبي إلى بلدهم سيراً على الأقدام الجراح مجدداً، وأعادت إلى الواجهة ملف المشكلات التي يعاني منها المصريون في عدد من الدول العربية.