تُوشك المعارضة السورية المسلحة على فقدان المناطق التي تسيطر عليها في ريف محافظة القنيطرة، المتاخمة لمحافظة درعا، حيث أبرمت اتفاقا مع الجانب الروسي شبيها باتفاقات سابقة عقدتها المعارضة بمختلف أرجاء سورية، يعيد قوات النظام إليها بعد طردها منها قبل
توصلت فصائل المعارضة المسلحة في محافظة القنيطرة جنوب سورية، اليوم الخميس، الى اتفاق "تسوية" مع الجانب الروسي، يعيد قوات النظام إلى هذه المحافظة المحاذية للجولان السوري المحتل، وينهي وجود المعارضة التي سيطرت عليها بشكل كامل منذ أكثر من ثلاث سنوات.
كشفت أحداث الجنوب السوري أخيرا أنها جاءت تتويجا لتفاهم أميركي ـ روسي متفق عليه منذ اجتماع الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، في يوليو / تموز من العام الماضي، وهذا ما لمّح إليه الروس الشهر الماضي.
حين نشاهد قوافل الحافلات التي تحمل نحو 189 ألف مُهجر من الغوطة، حين نشاهد كل طفل قتيل أو مشرد أو مُهجر، علينا أن نعلم أننا نشاهد إعلاناً لهيمنة قواعد عصر الأسدية والبوتينية، ومعه نشاهد إعلاناً بمستقبلٍ مفتوحٍ على كل الاحتمالات.
فاجأ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إدارته والعالم، بإعلانه الموافقة على قمة مع الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، في مايو/ أيار المقبل. لكن القمة فتحت الباب على أسئلة عديدة، منها أين ستُعقد، ومن سيكون الرابح منها؟
لليوم الثالث على التوالي، يواصل النظام السوري حرق الغوطة الشرقية، بالتزامن مع غارات روسية مماثلة على إدلب، موقعة عشرات الضحايا، في وقت سجّل دخول رتل عسكري تركي، إلى إدلب، في مهمة بدت استطلاعية، تمهيداً للانتشار في مناطق المراقبة المتفق عليها
تظهر الغارات المكثفة التي ينفذها النظام السوري وروسيا في إدلب والغوطة الشرقية وجود مخطط واضح لإبادة المدنيين في المنطقتين، عبر التركيز على ضرب البنى التحتية خصوصاً في إدلب، بما يؤدي إلى تهجير من يتبقى من الأهالي.
لا وجود لمؤشرات إيجابية يمكن أن تستند عليها الفصائل، على الأقل تمنع النظام من الوصول إلى مطار أبو الظهور وحماية المدنيين من وابل حمم الجحيم التي شهدناها سابقاً في حلب، فهل سيشهد الشعب السوري مزيدا من النكسات وخيبات الأمل؟