واصل النظام السوري وروسيا حملتهما العسكرية على شمال غربي سورية، بقصف بلدات عديدة في المنطقة، ما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا، وسط أحاديث عن استخدام أسلحة جديدة في القصف، ليسقط ذلك أي آمال بالعملية السياسية.
تعمل روسيا على تكثيف غاراتها على شمال غربي سورية، عبر قصف ريف إدلب بصواريخ شديدة الانفجار. وهو ما برز في مجزرة يوم الاثنين في معرة النعمان. وينوي الروس التصعيد قبل انعقاد الجولة المقبلة من مسار أستانة، مطلع الشهر المقبل.
لا يمكن فصل التصعيد العسكري في إدلب ومحيطها، والذي أسفر عن مجزرة جديدة في معرة النعمان، عن رغبة روسيا بالتمهيد لجولة جديدة من محادثات مسار أستانة بالدم في محاولة لفرض شروطها على المعارضة
كشفت فصائل المعارضة السورية، أن القوات الروسية زجّت بقوات برية لها في ريف حماة، للمرة الأولى، بعد فشل قوات النظام في تحقيق ميداني. ومع أن موسكو نفت ذلك، إلا أن المعارضة أكدت وجود قوات روسية.
فاجأت فصائل سورية النظام في ريف حماة الشمالي، بهجوم نجحت خلاله في السيطرة على قرية الحماميات وتلها الاستراتيجي، بعد نحو شهر من جمود الوضع في تلك المنطقة. فيما تدل المعطيات الميدانية على أن شمال غربي سورية مقبل على معارك إضافية.
يستعدّ النظام السوري والمعارضة لمعركة سياسية حامية حول مسألة اللجنة الدستورية ووضع دستور جديد للبلاد، بعدما أعلنت الأمم المتحدة حدوث انفراج على هذا الصعيد، وموافقة النظام على المضيّ بهذا الخيار بعد تعطيله على مدى أكثر من عام.
عاد مشروع اللجنة الدستورية في سورية إلى الواجهة مجدداً، مع بروز بوادر تخلٍ عن المشروع، عبر طلب الأميركيين، يوم الخميس، من المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسن، التفكير ببديل عن اللجنة.
لم تكتف المعارضة السورية المسلحة بوقف قوات النظام السوري وروسيا عن تطبيق استراتيجية "دبيب النمل"، والتي هدفا منها إلى قضم مناطق المعارضة، بل إنها استطاعت، بعد تشكيل غرفة عمليات موحدة، استعادة المبادرة واسترداد مناطق سيطرت قوات النظام عليها.
على الرغم من أنها باتت اللاعب الأهم في سورية، فإن روسيا أمام خيارات صعبة حالياً، مع عدم إمكانية الجمع بين مصالح اللاعبين المؤثرين والمعنيين بتداعيات الأزمة السورية التي تصل إلى حد التناقض، لذا فإنها تستعجل إيجاد حل مع أميركا.
تتشبّث تركيا بموقفها في شأن تسلّم منظومة "S400" من روسيا، على وقع تلويح الأميركيين بفرض عقوبات عليها، بعد إيقاف عملية تدريب الطيارين الأتراك على طائرات "أف-35".