يشهد العراق حراكاً مكثفاً خوفاً من تصعيد محتمل، على خلفية التوتر الأميركي - الإيراني عقب اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني. ويبدو أن جميع الأطراف تتحسب لاحتمال تفجر الوضع عبر إجراءات عدة بدأت تظهر تباعاً
استنفرت تصرفات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، السلطات السياسية والأمنية والدبلوماسية الألمانية، إذ رُصدت العديد من التحركات على أعلى المستويات، بهدف الحد من تداعيات اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق، نهاية الأسبوع المنصرم.
أفاد التلفزيون العراقي، فجر السبت، بأن غارة جوية أميركية استهدفت قياديين في "الحشد الشعبي" شمال العاصمة بغداد. في حين نفى "الحشد الشعبي" استهداف قياديين، موضحا في بيان له "تؤكد المصادر الأولية أن الغارة استهدفت رتلاً لطبابة الحشد الشعبي"
يبدو أن الفصائل العراقية المسلحة التابعة إلى إيران فضلت المسار السياسي لإخراج القوات الأميركية من العراق على المسار العسكري، إذ تم وقف هجوم على قاعدة التاجي، بعد تدخّل قيادات سياسية وعسكرية عراقية.
انتقل الخلاف بين واشنطن وطهران في العراق إلى مرحلة خطيرة، مع قيام الآلاف من عناصر ومناصري المليشيات الموالية لإيران باقتحام السفارة الأميركية في بغداد، الأمر الذي قوبل بتحذير أميركي شديد وتحميل طهران المسؤولية عنه.
لا يمكن اعتبار الضربات الأميركية على معسكر "كتائب حزب الله" العراقية، في بلدة القائم على الحدودية، على أنها انتهاء لمرحلة التهديدات الكلامية، والدخول في المواجهة العسكرية المباشرة، إذ إن القواعد والمنشآت الأميركية أُمطرت طوال الأشهر الماضية بسيل من
يدخل "التحالف الدولي" لمحاربة "داعش" عامه السادس، وسط تباين المواقف في العراق حول دوره وأهميته في عملية التحرير، وإشكالية بقائه. الثوابت الوحيدة، عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا نتيجة ضرباته، وحجم الدمار الذي خلفه هذا التدخل، وضعف الحكومة العراقية.
تتصاعد الاتهامات لإسرائيل بالوقوف وراء التفجيرات في مقرات لفصائل عراقية مسلحة، والتي كان آخرها أول من أمس الثلاثاء، لتتجه هذه الفصائل إلى السعي لحيازة صواريخ مضادة للطائرات من إيران، وليتحوّل العراق فعلياً إلى ساحة جديدة للمواجهة الإسرائيلية