يترقب اليمنيون مخرجات لقاءات جدة لإيجاد حل لأزمة جنوب اليمن، فيما تبرز سيناريوهات عدة، لا تنفي جميعها حالة التصدع التي يعيشها التحالف الإماراتي السعودي في هذا البلد، ولا تبتعد أي منها عن الاستسلام للأمر الواقع الذي بات مفروضاً أخيراً
في مشهد مثير للدهشة، حضر المندوب الإماراتي في محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية خلفان المزروعي، برفقة مسلحين مدعومين من بلاده، وقام باقتحام مقر مؤسسة الكهرباء وحمل المولدات التي قدمتها أبوظبي في وقتٍ سابق، على متن شاحنات.
تواجه الحكومة اليمنية ضغوطاً كبيرة من السعودية والإمارات لدفعها للجلوس إلى طاولة الحوار مع "المجلس الانتقالي الجنوبي"، في محاولة للإيحاء بحلحلة الأزمة الناجمة عن انقلاب عدن، ومنع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من نقل القضية إلى منبر الأمم المتحدة.
كشف وزير النقل اليمني صالح الجبواني، عن شروع الإمارات بتسيير رحلات إلى مطار الريان في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرقي البلاد، من دون التنسيق مع وزارته، وأعلن عزم اليمن التحرك في الهيئات الدولية ذات الصلة بشأن التجاوزات.
حث "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، اليوم السبت، "مجلس الأمن على التدخل العاجل لحماية المدنيين من عمليات القصف التي تنفذها طائرات حربية إماراتية على عدن وأبين".
قلبت القوات الموالية للحكومة اليمنية الأوضاع بشكل مفاجئ في جنوب البلاد أمس، ونجحت في استعادة السيطرة على شبوة وأبين وعدن، طاردة القوات الانفصالية الموالية للإمارات من كل المواقع التي سيطرت عليها منذ انقلابها في عدن، لتوجّه ضربة لمشروع أبوظبي.
نفى نائب رئيس ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، في اليمن، هاني بن بريك، الأربعاء، تقدم القوات الحكومية في عدن، في وقتٍ اعتبرت الحكومة أن عودة الدولة إلى عدن، انتصار لجميع اليمنيين، وقالت إن يدها ممدودة للجميع.
مخاوف المواطنين الشماليين من سكان عدن تزداد من جراء التحريض ضدهم، وتوجّسهم مما تحمله المرحلة المقبلة، بعد سيطرة الانفصاليين المدعومين إماراتياً، على العاصمة السياسية المؤقتة، على حساب قوات الرئيس هادي
بدأت الإمارات بقطف ثمار دعمها لانقلاب الانفصاليين في عدن على الحكومة الشرعية، من خلال احتكار واردات الوقود إلى مناطق جنوب اليمن عبر شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، التي نفذت أولى صفقاتها بشراء كميات من مادة الديزل ونقلها إلى مصافي عدن.