يتقدّم النظام السوري باتجاه تحقيق هدفه بشطر الغوطة الشرقية إلى قسمين، بعدما نجح في خنق المنطقة وحرمانها من كل مقومات الصمود، في ظل دعم روسي غير محدود، وغياب دولي حتى عن تطبيق القرار الأممي 2401 الداعي لهدنة إنسانية في سورية.
ارتفع عدد القتلى، نتيجة قصف قوات النظام السوري وروسيا، اليوم السبت، على غوطة العاصمة دمشق الشرقية المحاصرة، إلى 33، بينهم 20 في دوما و11 في مدينة حرستا.
يصعّد النظام السوري وروسيا من قصفهما على الغوطة الشرقية لدمشق بهدف تقسيم المنطقة إلى شطرين، وهو ما تواجهه المعارضة بهجمات عكسية لطرد قوات النظام من المناطق التي تتقدّم إليها، فيما تجدد القصف بالكيميائي على المنطقة بلا أي تحرك دولي لوقفه.
نفت مصادر معارضة مزاعم النظام السوري عن تمكن قواته من شطر الغوطة الشرقية إلى قسمين، بعد السيطرة ناريا على الطريق الواصل بين دوما- حرستا- عربين، كما نفى "جيش الإسلام" ذلك، مؤكدا أن "العمليات العسكرية ما زالت مستمرة لصدّ تقدم النظام".
أصيب 124 مدنياً، بحالات اختناق جرّاء قصف بالكلور السام من النظام السوري على الغوطة الشرقية، مساء أمس الأربعاء، في حين بلغت حصيلة القتلى جراء القصف الجوي والمدفعي على مدن وبلدات الغوطة 75 قتيلاً، فضلاً عن إصابة 180 مدنياً بجروح.
وسط غارات الطيران الحربي الروسي على الأحياء السكنية في الغوطة الشرقية، واستهداف قوات النظام المنطقة بعشرات صواريخ أرض ــ أرض، ما أدّى إلى سقوط قتلى ومصابين، تحاول قوات النظام التقدّم لتحقيق هدفها بشطر الغوطة إلى نصفين.
تتجه الأوضاع العسكرية نحو مزيد من التصعيد في الغوطة الشرقية لدمشق نتيجة تقدم قوات النظام ميدانياً بدعم من روسيا، في وقت كانت الأمم المتحدة ترضخ لشروط النظام في ما يتعلق بإيصال المساعدات إلى المحاصرين في الغوطة.
بات من الواضح أن النظام السوري وحلفاءه يريدون إخلاء الغوطة الشرقية من سكانها، في تكرار لسيناريو الأحياء الشرقية بمدينة حلب أواخر عام 2016، في ظلّ استمرار الغارات والقصف على المنطقة، في تجاهل وتحدّ واضحين للمجتمع الدولي وقراره الأخير بشأن الهدنة.