عاد تنظيم "ولاية سيناء" للظهور مجدداً في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، مستهدفاً قوات الأمن والمتعاونين معها، بعد أشهر من الهدوء في المدينة التي سيطرت عليها قوات الجيش والشرطة عقب العملية العسكرية الشاملة.
ألغى الأمن المصري، على نحو شبه كامل، عمل مجموعات "المناديب" التي كانت تسانده في سيناء، بعد اكتشاف تورط عدد من أفرادها مع تنظيم "ولاية سيناء"، ما أدى إلى تعرض الجيش لاعتداءات دموية أوقعت خسائر كبيرة في صفوفه.
تجعل الأوضاع الأمنية والإنسانية والحياتية في سيناء الاحتفال بذكرى تحرير المحافظة من الاحتلال بلا مضمون، خصوصاً في ظلّ عودة إسرائيل للاعتداء على سيناء وبموافقة النظام هذه المرة.
التضييق والاستهداف الأمني أفضى بأصحاب المزارع والمنازل في مناطق تهجير أهالي سيناء للعزوف عن التعامل مع المهجرين تجنباً لمضايقات بالأمن، على اعتبار أن السيناويين "إرهابيون محتملون"، كما تروّج الصورة الذهنية الخطأ مجتمعياً وإعلامياً.
تظهر الاعتداءات الإرهابية الأخيرة لتنظيم "ولاية سيناء" أن عمليات التنظيم تتسع وتتمدد جغرافياً، على الرغم من محاولات الجيش المصري، في سياق عملية "سيناء الشاملة 2018"، إنهاء التنظيم.
يطرح قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي إقامة مدينة بئر العبد الجديدة غربي محافظة شمال سيناء الكثير من علامات الاستفهام، خصوصاً في ظلّ استمرار تهجير السكان من المناطق القريبة من حدود غزة، بما يعيد للواجهة الأحاديث عن الدور المصري في "صفقة القرن".