تتعدد أسباب تعقّد الأزمة اليمنية في الوقت الحالي، فأدى ذلك إلى نقل الملفّ اليمني من مربع الصراع السعودي الإيراني إلى مربع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بتعقيداته.
فجرت الحكومة اليمنية أزمة كبيرة وغضباً واسعاً بعد موافقتها على مشروع عقد مع شركة اتصالات إماراتية لتقديم خدماتها في اليمن، ملقيةً بتبعات وتداعيات سلطت الضوء على طرق التعامل مع القطاعات الإيرادية والعقود والاتفاقيات الاستثمارية.
بينما تستمر أزمة الطاقة الكهربائية في التفاقم مخلفة تبعات جسيمة على معيشة اليمنيين وتردي الأنشطة والقطاعات الاقتصادية، ارتفعت الأصوات المطالبة بوضع حد لهذه الأزمة المتفاقمة والمتكررة، والتي وصلت خلال فترة الصيف الراهنة إلى مستويات قياسية.
يثير التدهور المتجدد للعملة اليمنية قلقاً واسعاً في اليمن بعد فترة من الاستقرار تزيد عن عام ونصف، تخللتها تعهدات بودائع مالية من دول وجهات مانحة وصناديق تمويلية، والتزام حكومي بتنفيذ برنامج إصلاحات اقتصادية ومؤسسية شاملة لاستيعاب هذه التعهدات.
تحول اليمن خلال سنوات الحرب الطويلة إلى ساحة انقسامات واسعة النطاق طاولت المؤسسات والمرافق العامة والوظائف والسلطات النقدية، وصولاً إلى فرز مناطقي حاد يزيد من معاناة المواطنين في الوصول إلى الوظائف والسلع والخدمات الأساسية
تسيطر العتمة على مدن يمنية كاملة، من بينها عدن التي تعتبر العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها دولياً. وتعرقل الصراعات السياسية إيجاد حلول للأزمة، فيما يفقد المواطنون البدائل من المولدات بسبب ارتفاع أسعار الوقود، في ظل ارتفاع درجات الحرارة
أنتجت المقاربات الخاطئة لطبيعة الصراع في اليمن حالة الانسداد السياسي، لأن تفضيل الوسطاء، على اختلاف أهدافهم، لحلول جزئية، تأتي من خلال السيطرة على الصراع ببعده الإقليمي، على حساب إنهاء الحرب في اليمن، منح المتصارعين موقع قوّة لفرض شروطهم.
تأخذ أزمة الناقلة اليمنية صافر أبعادها الخطيرة والمتعدّدة، ليس فقط من أنها مصدر تهديد بيئي وملاحي عالمي، في بلد محترب وبلا سلطة، بل من مستويات التوظيف والإدارة التي خضعت لها سنوات، ما يشي بصناعة الأزمة وتسويقها، ومن ثم استثمار الكارثة لأجل غير محدّد
الأزمة بين السعودية والإمارات، وإن كانت في سياق تباين سياستهما الإقليمية والدولية، وقبلها إدارة نفوذهما في اليمن، انعكست إلى حد ما على سلطة وكلائهما، وذلك بتصاعد التوترات السياسية بين قوى المجلس الرئاسي وتناقض مواقفها من سياسات حلفائها الحالية.