توافد آلاف المتظاهرين على ساحة التحرير، مساء الثلاثاء، ونظموا مسيرات احتجاجية في الساحة على خلفية تعرض محتجين للطعن بالسكاكين وضرب بالعصي من قبل "فريق القبعات الزرق" التابع لمليشيا "سرايا السلام"، الجناح العسكري للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر.
تتسارع التطورات الميدانية والسياسية في العراق، مع هجوم أنصار مقتدى الصدر على المحتجين في ساحات التظاهر، ومباشرة رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي اجتماعاته لتشكيل حكومته، التي قالت مصادر إنها ستعلن خلال ثلاثة أسابيع.
دعا زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر طلبة العراق إلى إنهاء إضرابهم والالتحاق بمدارسهم، بينما حاول أنصاره، الذين يطلق عليهم "أصحاب القبعات الزرق"، فتح طرق وجسور يغلقها متظاهرون في العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية.
كان الحدث الأبرز على مستوى قمع التظاهرات في العراق، بروز ظاهرة الرجال المسلحين، بملابس مدنية، إلى جانب قوات الأمن، الذين يتولون أيضاً عمليات إطلاق نار وقنابل غاز ومقاليع، يوجهونها على وجوه وصدور المتظاهرين، الأمر الذي وثّقته كاميرات الناشطين.
مع استمرار التظاهرات العراقية المنددة بالفساد والداعية للإصلاح السياسي، في ظلّ استمرار عمليات اغتيال نشطاء وكوادر من المحتجين، قدمت الأمم المتحدة ضمانات للمتظاهرين بعدم اقتحام ساحات التظاهر لفضّها بالقوة.
رفض المرجع الديني العراقي علي السيستاني محاولات السلطات العراقية فض الاعتصامات السلمية بالقوة، وعمليات القتل والاختطاف التي يتعرض لها المتظاهرون، مجدداً الدعوة إلى الإسراع بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
بدأ الآلاف من العراقيين التوافد إلى ساحات وميادين الاحتجاج في العاصمة العراقية بغداد ومدن جنوب ووسط البلاد، للمشاركة في مليونية الجمعة، التي دعا إليها ناشطون للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين، والضغط على أحزاب السلطة لتكليف رئيس وزراء
أوقفت السلطات العراقية أمس محاولتها فضّ الحراك الشعبي بقوة القمع، بضغط على ما يبدو من المرجعية الدينية، فيما عوّض طلاب الجامعات انسحاب التيار الصدري من التظاهرات التي تتحضر لمليونية شهرها الرابع.
تترقب ساحات التظاهرات في بغداد ومدن جنوب ووسط العراق، خلال الساعات المقبلة، تظاهرات واسعة، حيث من المتوقع مشاركة طلاب الجامعات والمعاهد والثانويات في التظاهرات التي دعا لها ناشطون أمس السبت، ردا على اقتحام الساحات وفض الاعتصامات من قبل قوات الأمن.
انسحب معظم أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، منذ مساء ليل أمس الجمعة، من ساحات الاحتجاج في بغداد ومدن وسط جنوب البلاد، فيما تباينت التفسيرات بشأن انسحاب أتباعه من الساحات.