فاجأت الروزنامة التي أعلن عنها الرئيس التونسي قيس سعيد لتنظيم انتخابات تشريعية واستفتاء شعبي بشأن تعديل الدستور هيئة الانتخابات، التي أكدت أنه لم يتم التنسيق معها في تحديد هذه المواعيد، وصعوبة إجراء أربعة انتخابات في ظرف سنة واحدة.
تواجه حركة النهضة التونسية شرخاً كبيراً من الداخل، مع تزايد أعداد المستقيلين منها، خصوصاً من القيادات التاريخية فيها، والتي تفكر بتأسيس حزب جديد، وسط تحميل رئيس الحركة راشد الغنوشي المسؤولية عن الاستقالات، التي قد تمثل "خدمة" للغنوشي.
يصطدم الحوار الذي يطرحه الرئيس التونسي قيس سعيّد للخروج من الأزمة برفض واسع داخل تونس من أحزاب ومنظمات وشخصيات، وخارجها أيضا من خلال مواقف الدبلوماسية الأميركية والاتحاد الأوروبي وغيرهما، إذ يدعو الجميع إلى "حوار شامل" يجمع كل مكونات المشهد التونسي.
أعلنت مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" في تونس، مساء السبت، أنّ وزارة الداخلية ضغطت من أجل منع اجتماع المبادرة المزمع عقده يوم غدٍ الأحد في بومهل، إحدى ضواحي العاصمة التونسية.
بينما كان التونسيون ينتظرون ما سيلي مرحلة الإجراءات الاستثنائية التي حددها الرئيس قيس سعيّد بشهر، في 25 يوليو/ تموز الماضي، والإعلان عن حكومة جديدة وخريطة طريق واضحة للمرحلة المقبلة، اختار الرئيس مواصلة جمع السلطات كافة بيده.
تتصاعد المطالب من داخل حركة النهضة التونسية لقياداتها من أجل القيام بمراجعات للسياسات والخيارات التي تم انتهاجها على مدى السنوات السابقة، خصوصاً بعدما ساهمت أزماتها الداخلية ونهج الإقصاء المتبع داخلها في إضعافها.
لم تفلح أزمة كورونا في جمع كلمة التونسيين، وفشل آلاف الضحايا في إقناع المسؤولين عن البلاد بتأجيل خلافاتهم ولو لفترة، وعلى العكس من ذلك، تحوّلت الجائحة واللقاحات إلى مادة صراع بدأ بارداً، ثم تحول إلى حرب مفتوحة في الأيام الأخيرة.
أكد رئيس حركة "النهضة" التونسية، راشد الغنوشي، أنه التقى صباح اليوم الثلاثاء، مستشاره السابق المستقيل من الحركة، لطفي زيتون، بطلب من هذا الأخير، وأنه بحث معه مقترحه بإجراء لقاء مع رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، للتداول حول أوضاع البلاد الصعبة.