هل تنجح وساطة زيتون في عقد لقاء بين سعيّد والغنوشي؟

هل تنجح وساطة زيتون في عقد لقاء بين سعيّد والغنوشي؟

22 يونيو 2021
لقاء الغنوشي وسعيّد قد يفك عقدة الأزمة بتونس (فيسبوك)
+ الخط -

أكد رئيس حركة "النهضة" التونسية، راشد الغنوشي، أنه التقى صباح اليوم الثلاثاء، مستشاره السابق المستقيل من الحركة، لطفي زيتون، بطلب من هذا الأخير، وأنه بحث معه مقترحه بإجراء لقاء مع رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، للتداول حول أوضاع البلاد الصعبة.
وذكر الغنوشي في بيان إعلامي نشره على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أنه "حرصًا من الأستاذ راشد على الوفاء لقناعته الثابتة بأنه لا سبيل لحل مشكلات البلاد إلا من طريق الحوار بحثا عن توافقات، فقد رحب بترتيب اللقاء المقترح".


وكان الرئيس التونسي قد التقى مساء أمس زيتون، وذكرت الرئاسة التونسية في أعقابه: "مثّل هذا اللقاء فرصة لتباحث الأوضاع العامة في البلاد، وإثارة بعض القضايا السياسية والاجتماعية والقانونية".
وأضافت: "كما كانت هذه المحادثة مناسبة لرفع بعض الالتباسات، ومنها خاصة أن رئيس الدولة لا يوزّع صكوك الوطنية ولا ينزعها عن أحد، بل أشار في مختلف محادثاته إلى أنه حتى يكون الحوار وطنيا يجب أن يشارك فيه ممثلون عن الشباب من كلّ أنحاء الوطن".


وعاد سعيّد، خلال اللقاء إلى توضيح تصريحاته السابقة التي أثارت جدلا كبيرا في تونس، وقال إنه دعا إلى حوار وطني بشكل مختلف عن الحوارات السابقة، ولم يوجه اتهامات بعدم الوطنية، قائلا، في هذا الإطار: "لم أقل ليسوا وطنيين، بل دعوت إلى حوار وطني مختلف بتصور جديد، مع تشريك الشباب".
وانتقد سعيّد الاتهامات الموجهة له بشأن وجود رغبة لديه في العودة إلى النظام الرئاسي، مبينا أنه تحدث عن المؤسسات الدستورية المعطلة، والأقفال الموجودة على كل فصل من الدستور، كما تحدث عن حوار وطني بتصور جديد، مؤكدا، في الآن نفسه، أن التجربة أثبتت، حسب قوله، "أن دستور سنة 2014 ليس ملائما ومناسبا".
وتثار تساؤلات حول اللقاءين اللذين عقدهما زيتون وتوقيتهما، خصوصا أن الأخير لا يمثل حاليا أي مؤسسة رسمية أو حزب، ولكن مصادر حزبية رجحت في حديث لـ"العربي الجديد" إمكانية لعب زيتون دورا في ترتيب لقاء مباشر بين سعيّد والغنوشي لتهدئة الأوضاع في البلاد بعد وصولها إلى مرحلة من التصعيد لا تطاق.
وبررت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، هذه الترجيحات بتوقيت اللقاءين من ناحية، وبالعلاقة الطيبة لزيتون بكل من رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية.
وقال مصدر مطلع لـ"العربي الجديد" إن زيتون كان من المعارضين لتوجيه انتقادات عنيفة لسعيّد ومسؤولين بالرئاسة حتى قبل استقالته من حركة "النهضة"، وكان يدعو دائما إلى بحث صيغ دنيا مشتركة بين الفرقاء والبحث عن تحسين العلاقات.
وشدّد المصدر على أنه رغم استقالة زيتون من "النهضة" إلا أن علاقته برئيسها، الغنوشي، تبقى قوية بالنظر إلى سنوات التقارب الطويلة بينهما في المهجر، والعلاقة المميزة والشخصية بينهما.
المصدر ذاته استدرك بالإشارة إلى أنه رغم ذلك تبقى مهمة زيتون صعبة للغاية، بالنظر إلى التوتر الكبير الحاصل بين سعيّد والغنوشي، شخصيا وسياسيا، واختلاف مقاربات حل الأزمة اختلافا جذريا، إلا أن الأوضاع التي تهدد بالانهيار في البلاد قد تدفع إلى تقارب في حد أدنى مرحليا لخفض منسوب التوتر.
وكشف أن اللقاء بين زيتون والغنوشي كان إيجابيا للغاية، وهناك مؤشرات قوية حول إمكانية نجاح وساطة زيتون وإنجاز اللقاء بالفعل في غضون أيام، بسبب حساسية الوضع الوطني ودقته وخطورته.
ويرى مراقبون أن بيان الغنوشي الصادر اليوم يعبّر عن رغبة في لقائه بسعيّد وتجاوز الخلاف. وعلق القيادي بـ"النهضة" عبد اللطيف المكي على ذلك في تدوينة بموقع "فيسبوك"، بأن رئيس البرلمان ليس له اعتراض على الاجتماع بالرئيس سعيّد وقد طلب ذلك بالفعل والرئيس وافق، ولكنه لم يحدد موعدا ولذلك لا معنى للوساطات. في المقابل، يعتبر آخرون أن ترتيب مثل هذه اللقاءات يُفترض أن يتم في سرية، وأن الإعلان عنها يعني موت الوساطة قبل أن تنطلق.

تقارير عربية
التحديثات الحية

ويبدو أن تيارا في "النهضة" لم يعد يعلق آمالا على الاتفاق مع رئيس الجمهورية، بحسب تصريحات بعض قياداتها، حيث أكد رئيس مجلس شوراها، عبد الكريم الهاروني، في تصريح له، أن سعيّد يعطل البلاد بلاءاته الكثيرة ولا يمكن أن تبقى البلاد في حالة عطالة كالتي تشهدها الآن، داعيا إلى تشكيل حكومة سياسية يرأسها المشيشي.
وفي هذا الصدد قال مصدر من حركة "النهضة" لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، إن الحركة بدأت بالفعل تبحث إمكانية تغيير حكومة هشام المشيشي إلى حكومة سياسية برئاسته طبعا.
وكشف المصدر ذاته أنها أطلقت مشاورات مع حلفائها، "قلب تونس" و"ائتلاف الكرامة" و"كتلة الإصلاح"، وستشمل بقية الكتل والأحزاب، وقال إنها ستطرح أفقا زمنيا لذلك لا يتعدى شهر سبتمبر/ أيلول القادم، وقد تبدأ بإدخال تعديلات على المناصب في دائرة رئاسة الحكومة أولا.
وفي السياق، أعلن المشيشي، اليوم الثلاثاء، أن رحيله غير مطروح. وأكد في تصريح لإذاعة "شمس أف أم" أن استقالتَه غير مطروحة نهائيا بقوله: "من يتحدث عن استقالتي هو لا يعرفني"، موجها بذلك رسالة إلى معارضين للحكومة ومساندين للرئيس يطالبون باستقالة المشيشي كشرط ومقدمة لانطلاق حوار وإبرام اتفاقات جديدة.