أصابت صناعة النفط العالمية صدمتان في آن واحد على صعيدي العرض والطلب خلال شهر مارس آذار إذ خفض وباء كورونا من استهلاك الوقود وزادت السعودية أحد كبار المنتجين إنتاجها بأقصى طاقة ممكنة لتخوض حرب أسعار مع منافسيها.
يوما بعد يوم تزداد خسائر العالم جراء فيروس كورونا، ولا أفق لوقف الكارثة الاقتصادية، وفي الوقت نفسه لم يعد العالم قادراً على الإغلاق التام لوقف تفشي الفيروس، وبالتالي فإن العالم بات بين خيارين كلاهما مر، الموت جوعاً، أو الموت مرضاً.
بدأت بعض شركات النفط الصخري العاملة في الولايات المتحدة تتحسس طريقها نحو العودة لتشغيل الآبار التي تم إغلاقها، حين تجاوزت تكاليف تشغيلها الأسعار المتاح البيع بها.
هوت أرباح شركة النفط الحكومية العملاقة أرامكو السعودية بنسبة 25% في الربع الأول من العام الجاري، متأثرة بتداعيات فيروس كورونا الجديد وانهيار أسعار النفط، ما يجر الاقتصاد السعودية نحو الهبوط بشكل متسارع.
ذكرت "سابك" أنها سجلت خسائر صافية قدرها 950 مليون ريال (253 مليون دولار) في الربع الأول من عام 2020، مقارنة بالأرباح الصافية التي حققتها في الفترة ذاتها من العام الماضي والتي بلغت 909 ملايين دولار.
لمواجهة آثار انهيار أسعار النفط، والتداعيات التي أحدثها كورونا، لم يجد الرئيس الأميركي، ترامب، وخلفه الجمهوريون، سوى الميل إلى "الحيط الواطي"، أي السعودية، مهدّدين إياها بسحب القوات الأميركية، وترك المملكة مكشوفة بمواجهة إيران، وهذا كله بسبب السياسة
تكبدت شركة بترورابغ السعودية، التي تعمل في تكرير النفط وإنتاج البتروكيماويات، خسائر حادة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، متأثرة بانهيار أسعار النفط في السوق العالمية، والتي تلقي بظلال قاتمة على مستقبل صناعة الطاقة في السعودية.
واصلت أسعار النفط هبوطها في الأسواق الآسيوية، ليقترب الخام الأميركي من 10 دولارات للبرميل، بينما هبط خام برنت إلى 19.1 دولاراً للبرميل، الأمر الذي يلقي بظلال قاتمة على مستقبل صناعة النفط، التي تلقت صدمة عنيفة بفعل تفشي فيروس كورونا الجديد.
أسعار النفط سلبية، والبحر يغص بالسفن التي تحمل شحنات غير مرغوب فيها. يبدع التجار في تحديد مكان تخزين النفط، الفصل التالي من أزمة النفط أصبح لا مفر منه الآن: قطاعات كبيرة من صناعة النفط على وشك أن تبدأ في الإغلاق.
دمّرت جائحة فيروس كورونا الطلب على الوقود على نحو عجزت عنه الانهيارات المالية والركود والحروب، لتنهار أسعار النفط إلى مستويات لم تخطر على بال، في ظل إنتاج وفير عجزت الخزانات عن استيعابه.