تمثل محافظة البيضاء أهمية للحوثيين بحكم موقعها، كما أنها تمثل أحد أهم مفاتيح صنعاء وإب وذمار بالنسبة للشرعية في اليمن، بالإضافة إلى أنها منفذ استراتيجي لتنظيم "القاعدة" يلوذ به عندما يتعرض للضغط في أبين أو شبوة.
أصدرت جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، حزمة تعيينات هي الأوسع، شملت إقالة وتعيين وزراء في الحكومة الانقلابية وتسمية محافظين لمحافظات بالإضافة إلى رئيسين لجهازي الاستخبارات ومسؤولي هيئات اقتصادية ومدنية ورؤساء جامعات.
يعمل الحوثيون على محاولة تثبيت سيطرتهم على العاصمة صنعاء، في ظلّ مساعي الشرعية لتصعيد مختلف الجبهات للإطباق عليهم، خصوصاً بعد مقتل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
تدل كل المؤشرات على أن الأوضاع في العاصمة اليمنية صنعاء تتجه إلى التصعيد العسكري، مع حديث التحالف عن توجّه منظمات دولية لإجلاء موظفيها، الأمر الذي لم تؤكده المنظمات، في حين نجحت أسرة علي عبدالله صالح في مغادرة العاصمة.
تقوم جماعة الحوثيين بممارسات لم يعرفها اليمن من قبل، متجاوزة كل الأعراف القانونية والاجتماعية من أجل بث الخوف والرعب في الشارع اليمني وأهله الذين بدأ يتصاعد غضبهم وتذمرهم بشكل كبير من المداهمات والتفتيش وانتهاك الخصوصيات بشكل علني وفاضح
لم يعد للإعلام في صنعاء متسع لأحد سوى الحوثي. فبعد أن فرضت المليشيا الدينية سيطرتها على العاصمة اليمنية وقتلها للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح تكون بذلك قد دشنت مرحلة جديدة عنوانها "الكلمة لنا فقط".
بات الحوثيون المتحكم الوحيد بالوضع الأمني والسياسي في العاصمة اليمنية صنعاء، على الرغم من أنهم يحاولون "تطبيع الوضع" مع حزب "المؤتمر" بعد مقتل زعيمه علي عبدالله صالح، وسط محاولات الحوثيين للسيطرة على البرلمان، الذي كان يتبع صالح.
تكشف كل المعطيات حول مقتل علي عبد الله صالح، أن التحالف، بقيادة السعودية، تركه يواجه الحوثيين منفرداً، إذ إنه لم يستهدف الإمدادات التي نقلت إلى صنعاء. كما أن مقتله رفع الغطاء الشعبي والسياسي الذي كان يوفره للحوثيين.