بدأ المعتصمون في العاصمة العراقية بغداد التواصل مع المحتجين في محافظات أخرى، استعداداً لتوحيد عملية تصعيد الاحتجاجات في الفترة المقبلة، في الوقت الذي لا يبدو فيه أن حكومة مصطفى الكاظمي تملك أي خيارات أو وعود تقدمها للشارع لتهدئته.
في ثاني أيام التصعيد الشعبي للاحتجاجات بالعاصمة العراقية بغداد، قالت مصادر طبية وناشطون إن ما لا يقل عن 20 متظاهرا أصيبوا جراء إطلاق الأمن العراقي الرصاص الحي وقنابل الغاز خلال خروج تظاهرة بين ساحة الطيران والشارع المؤدي إلى ساحة الخلاني.
كشفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، اليوم الاثنين، عن الحصيلة النهائية لمواجهات ليل أمس الأحد بين المتظاهرين والأمن العراقي وسط بغداد، مشيرة إلى استخدام الأمن الرصاص الحي والغازات خلال مواجهة المتظاهرين.
قال أطباء وناشطون عراقيون إن متظاهرين اثنين قتلوا وأصيب 12 آخرون، بينهم مراهق حالته حرجة، جراء المواجهات التي اندلعت ليلة أمس بين المتظاهرين وقوات الأمن بالقرب من ساحتي التحرير والطيران وسط العاصمة بغداد، فيما وعدت السلطات الحكومية بفتح تحقيق.
في تطور لافت على مستوى الاحتجاجات الشعبية في العاصمة العراقية بغداد، شهدت، مساء الأحد، ساحة الطيران وشوارع قريبة من ساحة التحرير وسط العاصمة، تظاهرات نظمها العشرات من الشبان العراقيين، قاموا خلالها بإحراق إطارات وترديد شعارات مناوئة ضد الحكومة.
كشف وزير الدفاع العراقي السابق نجاح الشمري عن أن "أول من أطلق النار على المتظاهرين في الأول من أكتوبر هم عناصر بالجيش العراقي، لكن في اليوم الثاني أطلقت النار من طرف ثالث نحو المتظاهرين والجيش"، متحدثاً عن خطة لمواجهة متظاهري ساحة التحرير بالطائرات.
يواصل ناشطون عراقيون حراكهم للضغط على السلطات الأمنية لمتابعة التحقيق ومعرفة مصير الناشطة الألمانية هيلا ميفيس التي اختطفت مساء الإثنين الماضي، على يد مسلحين يرجح أنهم من مليشيا مسلحة نافذة وسط بغداد، أملاً بالتوصل إلى مكانها وإطلاق سراحها.
كانت الحكومة العربية في دمشق، والتي حطمها الاستعمار الفرنسي قبل مائة عام بالضبط، تجسيداً رائعاً لليقظة العربية التي انطلقت في أواخر القرن التاسع عشر بعد ركود طال، ورُقاد تطاول في ظل الحكم التركي الذي امتد 400 سنة.