يعود موسم التحريض على الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس الراحل محمد مرسي إلى الإعلام المصري تزامناً مع ذكرى مذبحة رابعة السادسة، ليعود للتهليل للمجزرة التي روّج لها قبل حصولها ومجّدها بعدها.
أعوام ستة مرت على أبشع مجزرة بشرية مصرية في العصر الحديث. وبينما يحاول مرتكبوها تثبيت رواياتهم حول الواقعة، يروي صحافيون عايشوا الاعتصام الذي استمر نحو 50 يوماً شهاداتهم لـ"العربي الجديد"، مؤكدين أنها مطبوعة في ذاكرتهم ويحفظونها كأسمائهم.
في الذكرى السادسة لمجزرة رابعة، تبقى أسئلة كثيرة مطروحة بشأن ما حدث في الغرف المغلقة قبيل اتخاذ قرار الفض، وحدود مسؤولية النائب العام في ذلك الحين، هشام بركات، عن منح الغطاء القانوني للجريمة، خصوصاً بعد ظهور روايات متضاربة أعقبت اغتياله.
بعد 6 سنوات على مجزرة رابعة، تجمع الذكريات المؤلمة الشهود الذين كانوا حاضرين يوم الفضّ. أما مصائرهم فتعددت، إذ منهم من قرر البقاء في مصر، فيما أجبر بعضهم على الخروج بعد التعرض للمطاردة. ولم يسلم آخرون من السجن.
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
العربي الجديد
14 اغسطس 2019
وائل قنديل
صحافي وكاتب مصري، من أسرة "العربي الجديد". يعرّف بنفسه: مسافر زاده حلم ثورة 25 يناير، بحثاً عن مصر المخطوفة من التاريخ والجغرافيا
كانت مجزرة رابعة العدوية في القاهرة الموقف التي استسلم فيه الجميع لفكرة الحياة من دون ضمير، ولو لوقت مستقطع، بعضهم خوفاً، وبعضهم طمعاً، وجلهم من باب الانتهازية، وصاروا قناصة، مثل تلك المجموعات التي تمركزت أعلى البنايات المطلة على الاعتصام
حيوات الآلاف من الشباب في مصر وسورية وغيرهما، دفعت، لا في سبيل الله، بل في سبيل اللاشيء، ولم يزل المتسببون في إهدار كل هذه الدماء ينعمون بتأييد أحياء آخرين ينتظرون دورهم.
رصدت منظمة "هيومان رايتس مونيتور" ارتكاب السلطات المصرية جرائم ممنهجة على مدار السنوات الست الماضية، يرقى عدد منها إلى كونه جريمة ضد الإنسانية، مثل التعذيب الممنهج، والإخفاء القسري الواسع، والقتل لفئة معينة، فضلاً عن الإبادة الجماعية.
في مثل هذا اليوم قبل ستة أعوام، جلس شيخ الأزهر أحمد الطيب إلى يسار وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي، يستمع مع غيره للبيان الأول الذي ألقاه السيسي بعد الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب بتاريخ مصر الراحل محمد مرسي.