عقد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن عيدروس الزبيدي، اليوم الأحد، اجتماعاً موسعاً لقيادات القوات التابعة للمجلس، وتوعد بأنّ قواته "ستقوم بواجبها لحماية حضرموت من الإرهاب الذي يستهدفها بالوقت المناسب".
لا يمكن احتساب إنشاء "مجلس حضرموت الوطني" تجسيدا حقيقيا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل عام 2014، في أنه خطوة لتعزيز مشروع دولة الأقاليم، لأن ذلك مسألة سابقة لأوانها، ما دامت مفاوضات السلام لم تبدأ بعد، ولم تتّضح معالمها الأولية بشأن هذه الأقاليم
لا يبدو أنّ مفاوضات الرياض قد أثمرت عن أي تقدّم على صعيد ردم الهوة بين الحكومة الشرعية في اليمن و"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتياً، لا بل تبدو الأمور وكأنها تتجه نجو تصعيد أكبر بين الطرفين على صعد عدة.
تبقى مكتسبات الشرعية اليمنية بعد خمس سنوات من حرب التحالف السعودي الإماراتي على اليمن، حبراً على ورق، إذ يعمد هذا التحالف إلى تجريدها عملياً من قوتها، وتقليم أظافرها، ما قد يصب في إطار سعيه لبناء شرعية موازية وتكريس احتلاله المبطن.
طالب محافظ حضرموت اليمنية، فرج البحسني، مساء السبت، الرئيس عبدربه منصور هادي بالتوجيه لوزير الخارجية في الحكومة الشرعية، محمد الحضرمي، بالاعتذار العلني لـ"قوات النخبة الحضرمية" المدعومة إماراتياً.
جمعت الإمارات خلال سنوات تدخلها في اليمن، أطرافاً من توجهات مختلفة لتحقيق مشروعها على حساب السلطة الشرعية، أكان عبر تشكيل مليشيات ودعم انقلاباتها، أم حتى استغلال السلفيين وورقة "القاعدة"، ومنع تحرير بعض المناطق من الحوثيين، وكل ذلك بغطاء سعودي.
على الرغم من فشلها المتواصل منذ نحو 4 سنوات في السيطرة على محافظة حضرموت، تواصل الإمارات ووكلاؤها العمل على توتير الأوضاع فيها، في محاولة لجرّها للانقلاب على الحكومة، وهو ما يعمل الحضارمة على مواجهته.
اتهم التحالف السعودي الأحد، المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، بمنع قوات خفر السواحل اليمنية، من أداء مهامها في حماية الملاحة، وعدم التجاوب بشأن استمرار عمل حماية خطوط الملاحة.
صعّد "المجلس الانتقالي الجنوبي" من تهديداته في وجه محافظ حضرموت، اللواء فرج البحسني، الذي قرر الاصطفاف إلى جانب الحكومة الشرعية، رافضاً تنفيذ رغبات قيادة الانفصاليين، المدعومين من الإمارات، في طمس الهوية اليمنية عن القوات الحضرمية.
خسرت قوات الشرعية الكثير في اليمن في السنوات الأخيرة، خصوصاً لجهة عجزها مع القوات السعودية عن حسم الأمور لصالحها. وهو ما تأكد مع سقوط محافظة الجوف بيد الحوثيين، والجنوب بيد حلفاء الإمارات.