شهدت ساحات وميادين العاصمة العراقية بغداد ومدن جنوب ووسط البلاد، اليوم الجمعة، تظاهرات واسعة لا تزال مستمرة حتى الساعة، وسط انتشار أمني كثيف، تحسباً من هجمات أصحاب "القبعات الزرق" التابعين لرجل الدين وزعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر.
شهد العام الجاري منذ بدايته تزايداً في عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب الألغام ومخلفات الحروب في محافظة البصرة، جنوبي العراق. ويعزو مراقبون ذلك إلى تجريف الأمطار الغزيرة قسماً كبيراً من تلك الألغام والمخلفات المدفونة تحت الأرض وإلى أعمال البناء.
تصاعدت حدة التظاهرات والمسيرات الشعبية في بغداد والمحافظات الجنوبية، تعبيراً عن الغضب الشعبي إزاء الأحداث التي وقعت يوم أمس في النجف، والتي راح ضحيتها عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المتظاهرين السلميين، وسط انتقادات للصمت الحكومي إزاءها.
قتل متظاهر عراقي بمحافظة بابل (جنوباً) متأثراً بطعنات كان قد أصيب بها ظهر اليوم الإثنين، خلال اقتحام فريق "القبعات الزرق"، لساحة التظاهر بالمحافظة، فيما وقعت حالات اختناق بصفوف المتظاهرين بعد هجوم بقنابل الغاز على ساحة الخلاني ببغداد.
بلغت ساحات الاحتجاج في العراق منحنى خطيراً، بعد محاولة جماعات ما بات يعرف في العراق بـ "فريق القبعات الزرق" التابع لمليشيا "سرايا السلام"، الجناح المسلح للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر فض عدد من الاعتصامات.
واصل متظاهرو المحافظات العراقية المنتفضة في بغداد ومدن جنوب البلاد ووسطها، اليوم الأحد، رفضهم لتكليف محمد علاوي رئاسة الوزراء، ملوّحين بالتصعيد، وسط أجواء متوترة ترافقت مع اعتداء أنصار "التيار الصدري" على متظاهري ساحة التحرير في العاصمة.
يترقب المتظاهرون العراقيون، اليوم السبت، تكليف رئيس وزراء جديد. وفي الوقت الذي أعاد أتباع التيار الصدري نصب خيامهم في غالبية الساحات، شهدت ساحات التظاهر عمليات كر وفر خلال الاحتجاجات التي استمرت حتى ساعات متأخرة من ليل أمس الجمعة.
شهدت ساحات وميادين العاصمة العراقية بغداد، ومدن جنوب ووسط البلاد، تظاهرات حاشدة، عشية دخول الحراك العراقي شهره الخامس على التوالي منذ تفجر الاحتجاجات في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي.
أكدت السلطات العراقية أنها ستمنع سير المتظاهرين في المحافظات إلى بغداد لمحاصرة المنطقة الخضراء، كعامل ضغط على الطبقة السياسية، التي تواصل المماطلة في تنفيذ مطالبهم، وأبرزها اختيار رئيس وزراء مستقل، ومحاسبة قتلة المتظاهرين.
لليوم الرابع على التوالي تواصل قوات الأمن العراقية، في بغداد ومدن جنوب ووسط البلاد، عمليات الاعتقال التي تستهدف ناشطين ومتظاهرين، بالتزامن مع استمرار استخدام الذخيرة الحية وقنابل الغاز في الشوارع والساحات.