لم تكتف المعارضة السورية المسلحة بوقف قوات النظام السوري وروسيا عن تطبيق استراتيجية "دبيب النمل"، والتي هدفا منها إلى قضم مناطق المعارضة، بل إنها استطاعت، بعد تشكيل غرفة عمليات موحدة، استعادة المبادرة واسترداد مناطق سيطرت قوات النظام عليها.
أظهر الهجوم الأخير لفصائل المعارضة في شمال غربي سورية، أنها قادرة على صدّ هجوم قوات النظام، الذي بدأ منذ أشهر. في المقابل، بات من شبه المؤكد أن لا تفاهم تركياً روسياً حول إدلب، في الوقت الحالي.
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
أمين العاصي
19 يونيو 2019
غازي دحمان
مواليد 1965 درعا. كتب في عدة صحف عربية. نشر دراسات في مجلة شؤون عربية، وله كتابان: القدس في القرارات الدولية، و"العلاقات العربية – الإفريقية".
لا يبدو أن وصف الإخفاق للفعل الروسي في إدلب في شمال سورية يدخل في سياق المبالغة، بقدر ما هو واقع حاصل على الأرض، تؤكده مناورات روسيا لإقامة هدنة، وإطلاق ورشة مباحثات روسية – تركية، لإيجاد مخرج من هذا الإستعصاء الميداني.
وضع النظام السوري وروسيا كلّ ثقلهما العسكري في محوري ريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي، من أجل إحداث اختراق كبير يدفع الجانب التركي إلى القبول بعرض روسي لوقف إطلاق النار، فيما تعمل المعارضة السورية بكل قوتها على إفشال هذا الأمر.
تستنزف معركة تلة الكبانة قوات النظام والقوات الروسية، مع صمود فصائل المعارضة فيها، لأهميتها الاستراتيجية في ريف اللاذقية، لكونها المدخل الأساسي إلى مدينة جسر الشغور في إدلب.
قتل وأصيب مدنيون فجر اليوم الأربعاء، جراء قصف جوي لطيران النظام السوري المروحي على ريف إدلب الجنوبي، فيما تحتدم المعارك على الجبهات، خاصة في ريف اللاذقية الشمالي.
بعد نجاحها في تحقيق هدفها الأوّل المتمثّل في إيقاف تقدّم قوات النظام، بدأت فصائل المعارضة السورية، في شمال غربي البلاد، المرحلة الثانية لاستعادة جميع المناطق التي كانت خسرتها خلال الشهر الماضي، مكبدةً خلال ذلك قوات الأسد خسائر كبيرة في الأرواح.
لا تزال المعارك في شمال غربي سورية مستعرة بين الفصائل التي استعادت زمام المبادرة وبين قوات النظام والروس، فيما تؤكّد التطورات العسكرية المتلاحقة استمرار الخلاف التركي الروسي حيال الأوضاع في تلك المنطقة.
انتقلت المعارك بشمال غربي سورية بين قوات النظام والروس من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، من مرحلة الدفاع عن النفس من قبل الأخيرة واسترداد المناطق التي كانت خسرتها، إلى الهجوم والسيطرة على مواقع جديدة ذات أهمية حيوية بالنسبة للنظام.
أعلنت الفصائل الإسلامية العاملة في محافظة إدلب ومحيطها، شمالي سورية، أنها أحبطت محاولة تقدم لقوات النظام بريف حماة الغربي، وسط تواصل القصف الجوي على المحافظة، ما أسفر عن سقوط المزيد من القتلى والجرحى.