قد تعاود أطراف تفاهمات أستانة بشأن اللقاء، ولكن المسار نفسه أضحى من الماضي، ولم يعد أمام الأطراف الثلاثة (روسيا وتركيا وإيران) إلا إنجاز الوضع النهائي لمدينة إدلب، وهو استحقاقٌ يمكن تسويته من دون الحاجة إلى ذكر مسار أستانة نفسه.
يبدو أن روسيا استشعرت فعلياً الخطر المحدق بمصالحها في سورية في حال أبقت على علاقتها مع النظام السوري بشكله الحالي، أو حتى النظام برمته، لا سيما مع سريان تنفيذ "قانون قيصر" الأميركي، الذي بات يحاصر النظام من كل الجهات.
يشكو السوريون في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، من ارتفاع أسعار الأدوية وفقدان عدد منها في الصيدليات المنتشرة بالمحافظة، الأمر الذي دفعهم إلى البحث عن حلول بديلة من قبيل التوجّه إلى المراكز الصحية التي توفّر الأدوية مجاناً.
على الرغم من قطع العلاقات بين الإمارات والنظام السوري عام 2012، إلا أن تحقيقاً تنشره "العربي الجديد"، بالتعاون مع موقع "أوريان 21"، يُظهر كيف أن العلاقة بين الطرفين باتت تتخطى التطبيع الدبلوماسي، وتصل إلى شراكة عسكرية بين أبوظبي وبشار الأسد.
تستعيد تركيا الحديث عن ضرورة إنشاء منطقة آمنة شمالي سورية، إلا أن طرحها، الذي يأتي في ظلّ انشغال النظام وإيران بقانون "قيصر"، وعدم رغبة موسكو بالتصعيد معها، يبدو ملتبساً، في ظلّ عدم وضوح حدود هذه المنطقة ونطاقها.
يرفع "قانون قيصر"، الذي ربط بين رفع العقوبات عن النظام السوري وإنشاء مسار محاسبة فعال لمحاكمة نظام بشار الأسد على جرائم الحرب، من الضغوط على حلفاء دمشق، خصوصاً موسكو، ما يعني أنها لم تعد قادرة على إعادة تأهيله.
يدخل غداً "قانون قيصر" حيز التنفيذ الفعلي، بعد مضي 180 يوماً على إقراره وتوقيعه من قبل الرئيس ترامب، حيث تحول الموقف السياسي الأميركي من مجرد موقف إلى قانون نافذ، سيحد من حركة النظام سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، ويقوض تعاملاته الخارجية.