يتعـقّـد المشهدُ في السودان لشبهات تتصل بتوفير أسلحة وذخائر تأتي من أطراف خارجية لها صلاتٌ مع قيادة الدّعم السريع السودانية التي تقايضها بتحقيق بعض ما تطمع تلـك الأطراف في الحصول عليه من ثروات السودان، الأمر الذي يشي باستمرار هذه الحرب المدمّرة.
تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إطلاق النار والقذائف من ضفتي نهر النيل في الخرطوم، الاثنين، حسب ما قال سكان في العاصمة لوكالة فرانس برس، وذلك في الشهر السابع من الحرب الدامية.
طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، ببحث كافة الخيارات من أجل حماية المدنيين في إقليم دارفور السوداني، بعد هجمات أسفرت عن مقتل مئات المدنيين، حيث اضطر أكثر من 6 ملايين شخص على ترك منازلهم بسبب الحرب في السودان.
مع تعقد سير العمليات العسكرية، وتأخّر تحقيق انتصار حاسم لصالح الجيش السوداني، وسقوط عدة مدن في قبضة قوات "الدعم السريع"، بدأت حملة ضغط واسعة ترى أن قائد الجيش جزء من المشكلة، وأن رحيله عن السلطة هو بداية طريق تحقيق انتصار عسكري حاسم.
تسببت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة جبل أولياء، التي تضم خزاناً للمياه، في تشريد سكان المنطقة. إلا أن الخطر الأكبر هو من إمكانية انهيار الخزان، ما سيؤدي إلى إغراق الخرطوم بالمياه.
كان الخلاف الظاهر للعيان أنّ الحرب السودانية هي بين جنرالين على السيطرة على حكم السودان، غير أن تطورات وقائع تلك الحرب تكشفت عن أجندات وأهداف لم تكن واضحة في أيام الحرب الأولى، بل وراءها شُبهاتُ تحريضٍ من أصابعٍ خفيّةٍ من وراء الحدود.
قالت قوات الدعم السريع، اليوم الاثنين، إنها سيطرت بالكامل على قاعدة جبل الأولياء العسكرية، جنوب الخرطوم، بما يشمل الجسر الذي يربط المدينة بأم درمان، مشيرة إلى أنها "كبدت العدو خسائر فادحة"، في إشارة إلى الجيش السوداني.
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
عبد الحميد عوض
20 نوفمبر 2023
سامح راشد
باحث مصري متخصص في العلاقات الدولية والشؤون الإقليمية للشرق الأوسط. درس العلوم السياسية وعمل في مراكز أبحاث مصرية وعربية. له أبحاث ومقالات عديدة في كتب ودوريات سياسية.
لا يعود استمرار الحرب في السودان إلى عوامل تقليدية فقط، بل يرتبط بالأساس برغبة أطراف إقليمية وعالمية في نشوب الأزمة أصلاً واستمرار الحرب أطول وقتٍ ممكن. وربما تحويلها لاحقاً إلى وضع دائم وتقسيم فعلي لأراضي الدولة السودانية.
تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اليوم السبت، الاتهام بالمسؤولية عن ضربة تسبّبت في تدمير جسر يمرّ فوق سد جبل أولياء، جنوبي الخرطوم، وهو أحدث منشأة مهمة للبنية التحتية تتضرر بسبب الحرب المستعرة منذ سبعة أشهر.