لا يتوقع كثيرون أن تتمكن المؤسسات التعليمة السودانية من استقبال التلاميذ في العام الدراسي الجديد المقرر أن ينطلق اليوم الثلاثاء، فالحرب لا تزال دائرة، وعشرات المدارس دمرت أو تضررت.
طالب أعضاء في المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق) بالسودان، بـ"ضرورة استمرار الجهود وتوحيدها والتواصل مع الوساطة السعودية والأميركية ومختلف الأطراف العربية والدولية" لوقف الحرب الدائرة في السودان.
تشهد العاصمة السودانية الخرطوم معاناة كبيرة منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أكثر من أربعة أشهر، إلا أن المعاناة الأشد قسوة هي صعوبة الحصول على الطعام والخبز في العاصمة التي يعيش سكانها تحت قصف المدافع والطيران وطلقات الرصاص.
لا يبدو أن هناك ما يقدر على تحقيق توافقٍ في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والقوى السياسية والقوى الإقليمية والدولية إلا الوصول إلى نقطة الإنهاك، حيث لا يعود هناك طرفٌ مؤمنٌ بأن الحرب قد توصله إلى الحلّ الذي يريد.
وجْه آخر من وجوه الحرب السودانية بين الجيش وقوات الدعم السريع، يتمثل في اختفاء المئات من دون معرفة مصيرهم وإن كانوا أحياء أو أمواتاً أو معتقلين لدى أحد طرفي الصراع. ليكشف ظهور بعضهم لاحقاً عن إخفاء قسري يلاحق النساء خصوصاً.
في سعيها إلى إيقاف الحرب المتواصلة في السودان، تواصل قوى الحرّية والتغيير جولاتها في دول الجوار السوداني، ما يعني أنها أمام فرصة جديدة لاستعادة قوتها وما خسرته خلال السنوات الماضية، شرط أن تفعل ذلك أمام الناس، وبصوت مسموع يصل إلى الجميع.
مع مرور 100 يوم على الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كان الخاسر الوحيد منها هو الشعب السوداني، فيما لا يزال طرفا الصراع يزعمان قدرتهما على حسم المعركة.
انطلقت الآلة الإعلامية للحركة الإسلامية تروّج الحرب خيارا وحيدا لدمج قوات الدعم السريع، ورجعت شعارات العداء مع المجتمع الدولي والحديث عن مؤامرات كونية ضد البلاد. وقبل أن يدعو قائد الجيش المواطنين لحمل السلاح، كانت الحركة تقدّم بنيها متطوعين للقتال.
من قلب الحرب القائمة في السودان، خرجت مبادرة شعبية أطلقتها لجان المقاومة في أحياء العاصمة السودانية الخرطوم، تهدف إلى تقديم مساعدات إنسانية إلى المتضرّرين عبر إنشاء "غرف طوارئ".