المخفي من منطق الدفاع عن دور إيران، ونفوذها، ما عاد يحتاج إلى كبير اجتهاد وتقصٍ لاكتشافه، بعدما استمر الدفاع عنها، في منابر عربية كثيرة، حتى بعد ولوغ الحرس الثوري مباشرة، في دم السوريين والعراقيين.
الملاحظ أن الجهود المصرية والروسية هدفت إلى تهيئة المعارضة، من أجل التنازل عن سقوف جنيف. فضلاً عن أنها سعت إلى فرض طوق من العزلة الدبلوماسية على تركيا، والإخوان المسلمين السوريين.
تشهد إيران موجة انتقادات داخلية،منذ زيارة وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، باريس ولقائه بنظيره الفرنسي، لوران فابيوس، وذلك بعد نشر صور النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- على غلاف "شارلي إيبدو" الفرنسية، وهو ما تسبب بإطلاق تصريحات تنتقد سياسة الوزير.
تجمع عشرات من الطلاب الإيرانيين أمام مقر السفارة الفرنسية في طهران، اعتراضاً على نشر صحيفة "شارلي ايبدو" لكاريكاتير يسيء للنبي محمد (ص)، ورددوا شعارات "الموت لفرنسا" و "الموت لمهيني الإسلام"، فضلاً عن مطالبتهم بطرد السفير الفرنسي من البلاد.
تحول معسكر مجاهدي خلق السابق، قرب قضاء الخالص في العراق، إلى مقر لضباط الحرس الثوري الإيراني، يتولون فيه تدريب مجموعات من الحشد الشعبي قبل زجها في المعركة ضد تنظيم "داعش".
قُتل قائد قوات العمليات الخاصة بفيلق القدس الإيراني، الجنرال مهدي نيروزي خلال معارك عنيفة مع تنظيم "داعش" في السامراء، ليصبح الجنرال الثالث الذي يُقتل بالعراق خلال الأشهر الستة الماضية، والتاسع والخمسين على لائحة القتلى الإيرانيين منذ سقوط الموصل.
كل ما هو مكشوف ومفضوح من مسؤوليته عن إغراقها وإغراق مواطنيها في مآس غير مسبوقة في تاريخ الشعوب، يؤكد أن إنقاذ سفينة سورية في أي حل عسكري أو سياسي قادم لا يمكن أن يتم بدون إبعاد مجرم مثل بشار الأسد.
الاستراتيجية الإيرانية تنظر للمجتمعات العربية من منظور طائفي، وتوظف العامل الطائفي في حرب النفوذ، أما "الفكر الباسيجي" في سورية، فلا أثر له إلا في وجود قوات الدفاع الوطني (الشبيحة) التي اسندت إليها، منذ البدء، مهمة القمع الدموي للانتفاضة السلمية.